تقرير: توترات الشرق الأوسط تدفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية

أفاد تقرير اقتصادي متخصص بأن الذهب أنهى تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 3433 دولارا للأونصة مسجلا مكاسب أسبوعية تجاوزت 3% مدفوعا بتزايد الطلب على الأصول الآمنة في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
وقال تقرير لشركة كويتية، اليوم، إن الاقتصاد العالمي يشهد تقلبات متسارعة مدفوعة بالتوترات السياسية والضبابية المحيطة بالسياسة التجارية الأمريكية وسط تهديدات متجددة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أحادية الجانب لتعزيز الموقف التفاوضي للولايات المتحدة الأمريكية.
ورأى التقرير أن موجات الصعود المدفوعة بالتوترات الجيوسياسية قد تكون معرضة للتقلب السريع وقد تتلاشى في حال تراجع حدة التوتر أو بروز إشارات للتهدئة إلا أن تآكل الثقة في السياسات الأمريكية والغموض المحيط بتوجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) يدعمان استمرار الذهب كملاذ آمن ومخزن للقيمة في المرحلة الحالية.
وأشار إلى استمرار التوقعات الإيجابية لدى كبرى البنوك الاستثمارية إذ رجحت مؤسسة “جولدمان ساكس” وصول أسعار الذهب إلى 3700 دولار بحلول نهاية 2025، بينما يتوقع “بنك أوف أمريكا” وصوله إلى 4000 دولار خلال الـ12 شهرا المقبلة مما يعكس حالة التفاؤل تجاه المعدن النفيس.
وأوضح التقرير أن عدة بنوك مركزية حول العالم ستصدر قراراتها المتعلقة بأسعار الفائدة خلال هذا الأسبوع ما سيزيد من تقلبات الأسواق ويؤثر مباشرة في تحركات أسعار الذهب.
وأضاف التقرير أنه “رغم التصعيد العسكري بين الاحتلال الاسرائيلي وإيران ظلت أسواق المال العالمية متماسكة نسبيا إلا أن حالة عدم اليقين المتصاعدة خاصة فيما يتعلق بتوجهات السياسة النقدية الأمريكية ساهمت في دعم الذهب لمواصلة مكاسبه”.
ولفت إلى أن ضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة عزز من احتمالات خفض أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام حيث أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين لشهر مايو تباطؤا في وتيرة التضخم.
وذكر التقرير أن مؤشر “ثقة المستهلك” الصادر عن جامعة ميشيجان أظهر تحسنا نسبيا في المزاج العام للأسر الأمريكية مع انخفاض توقعات التضخم؛ مما دعم التوقعات بتيسير السياسة النقدية مستقبلا، لافتا إلى أن عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ارتفعت لتصل إلى 4.436% وهو ما قد يشكل عامل ضغط على أسعار الذهب في حال استمرار ارتفاع العوائد.
وأفاد بأن الدولار الأمريكي واصل التراجع ليصل إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات حيث انخفض مؤشر الدولار إلى ما دون 98 نقطة قبل أن يرتد بنسبة 0.30%؛ مما زاد من جاذبية الذهب لدى المستثمرين العالميين.
وعلى صعيد سوق الذهب المحلي في الكويت، أشار التقرير إلى أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ نحو 33.98 دينار للجرام، وسجل عيار 22 نحو 31.15 دينار للجرام؛ بينما بلغ سعر كيلوجرام الفضة 410 دنانير.
وفي سياق متصل، قال محللون نفطيون كويتيون إن أسعار النفط ارتفعت في تداولات الأسبوع الماضي بنسبة تجاوزت 10% مدفوعة بمخاوف من اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط على خلفية هجوم الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية فجر يوم الجمعة الماضي.
وذكروا أن هذه التطورات قد تؤدي إلى “تقييد الإمدادات في مضيق هرمز” الذي يمر عبره نحو 20% من تجارة النفط العالمية فضلا عن احتمال انقطاع صادرات النفط الإيرانية.
وتوقع هؤلاء استمرار صعود أسعار النفط مع زيادة حدة المواجهات العسكرية، مشيرين إلى أن هذا الصعود في الأسعار غالبا ما يكون مؤقتا حيث تعود إلى الأسعار لمستويات ما قبل الحرب ولكن إذا حدث ضرر كبير في المنشآت النفطية وأدى ذلك إلى نقص في الإمدادات وعرقلة وصول النفط للأسواق العالمية، فمن المتوقع أن تظل الأسعار مرتفعة وقد تتجاوز حاجز الـ 100 دولار للبرميل وتستمر على هذا المستوى إذا توسع النقص في الإمدادات.

المصدر:
وكالة أنباء الشرق الأوسط

close