شهدت أسعار الأسمنت في السوق قفزة كبيرة خلال الساعات الأخيرة، حيث أعلنت الشركات المنتجة عن زيادات جديدة في أسعار بيع الطن، وسط استمرار موجة التقلبات في مدخلات الإنتاج وارتفاع تكلفة التشغيل، وهو ما دفع أسعار الأسمنت الرمادي لتبلغ مستويات غير مسبوقة منذ مطلع العام الجاري.
زيادات جديدة تصل إلى 200 جنيه للطن
أكد أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء باتحاد الغرف التجارية، أن أسعار الأسمنت ارتفعت مؤخرًا بنسب تتراوح بين 100 و200 جنيه للطن، موضحًا أن هذه الزيادة جاءت نتيجة عدد من العوامل مجتمعة، أبرزها ارتفاع تكلفة الإنتاج.
وأضاف الزيني أن سعر الطن تسليم أرض المصنع يتراوح حاليًا بين 3,800 و3,950 جنيهًا، فيما يصل سعر الطن للمستهلك النهائي إلى ما بين 4,000 و4,200 جنيه، وتختلف الأسعار تبعًا للنوع والمنطقة الجغرافية.
أسباب الزيادة في أسعار الأسمنت
أشار الزيني إلى أن موجة الارتفاع الأخيرة ترجع إلى عدد من العوامل المؤثرة، أهمها:
- زيادة أسعار الطاقة اللازمة لتشغيل المصانع.
- ارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة، لا سيما الفحم الذي تعتمد عليه أغلب المصانع.
- ارتفاع تكلفة النقل والشحن الداخلي بفعل زيادة أسعار الوقود.
- زيادة الطلب الموسمي على الأسمنت خلال فصل الصيف، حيث يشهد هذا التوقيت نشاطًا ملحوظًا في أعمال البناء والتشييد.
انخفاض المعروض من بعض الشركات المنتجة
قال الزيني إن عددًا من شركات الأسمنت قلّص حجم إنتاجه خلال الأسابيع الماضية، سواء بسبب تنفيذ خطط صيانة دورية أو توجيه الإنتاج للتصدير، وهو ما أسهم بدوره في تقليص المعروض داخل السوق المحلي، وفتح المجال أمام ارتفاع تدريجي في الأسعار.
وأكد الزيني أن هذا الانخفاض في الكميات المعروضة من جانب بعض الشركات زاد من الضغط على السوق، في ظل ارتفاع حجم الطلب المحلي، ما ساهم في تسريع وتيرة الزيادة السعرية.
دعوات لضبط السوق وتحقيق التوازن
شدد الزيني على أهمية وجود توازن حقيقي بين مصالح الشركات المنتجة والمستهلكين، سواء من المواطنين أو المطورين العقاريين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.