رئيس الجامعة العمالية لـ”اليوم السابع”: مستعدون لعودة الدراسة بنظام الأربع سنوات العام الدراسى المقبل بشعبة الفندقة.. طلبنا توسيع قاعدة القبول لتشمل الثانوية والتعليم الفني.. وإنشاء أول نقابة للتكنولوجيا قريبا


رئيس الجامعة العمالية فى حوار لـ”اليوم السابع”:
– مستعدون لعودة الدراسة بنظام الأربع سنوات العام الدراسى المقبل.. والبداية بشعبة الفندقة
– طلبنا توسيع قاعدة القبول لتشمل خريجى الثانوية العامة والتعليم الفني والمعادلات
– نسعى لضم الجامعة إلى الجامعات التكنولوجية.. ونُعد لإطلاق برامج فى الذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة والميكاترونكس..
–  إنشاء أول نقابة للتكنولوجيا فى مصر قريبا..
– الحكومة مهتمة باستعادة دور الجامعة الريادى في التعليم التكنولوجى.. وجارى الدخول في شراكة مع مستثمر لاستكمال التطوير..
– طورنا فرع مدينة نصر بالكامل خلال 6 أشهر فقط.. ونستهدف تشغيل 3 كليات جديدة بلوائح مطورة فور موافقة “التعليم العالى”..
– مناهج الجامعات التكنولوجية مرتبطة بسوق العمل واحتياجاته وتعتمد على 60% تدريب عملي و40% نظري..

تشهد الجامعة العمالية في مصر منعطفا تاريخيا مهما، حيث تستعد للعودة إلى مكانتها الريادية التي احتلتها منذ إنشائها عام 1990 كأول جامعة تكنولوجية في مصر، وفي إطار الجهود الحثيثة لتطوير التعليم التكنولوجي والارتقاء بمستوى الخريجين ليواكبوا متطلبات سوق العمل المعاصر، ويتحدث الدكتور محمد وطني، رئيس الجامعة العمالية، مستشار بالمجلس الأعلى للتعليم التكنولوجى بوزارة التعليم العالى، عن تفاصيل مشروع طموح لتحويل الجامعة من نظام السنتين إلى جامعة تكنولوجية متكاملة بنظام الأربع سنوات.

يأتي هذا التطوير في ظل تراجع أعداد الطلاب من 30 ألف طالب إلى 6-7 آلاف طالب فقط، وهو ما استدعى تدخلا عاجلا من أعلى الحكومة حيث اجتمع رئيس مجلس الوزراء مع وزيري التعليم العالي والعمل لوضع خطة شاملة لإنقاذ هذه المؤسسة التعليمية العريقة وإعادتها لدورها الريادي، وتهدف الخطة الجديدة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية وتطوير اللوائح والمناهج، مع التركيز على ربط التعليم بسوق العمل والاستفادة من الشراكات الدولية، بالإضافة إلى إنشاء نقابة التكنولوجيا لأول مرة في مصر.

وفي هذا الحوار الشامل، يكشف الدكتور محمد وطني عن تفاصيل هذا المشروع التطويري الطموح والتحديات التي تواجهه وآفاق المستقبل:

–  ما هو الوضع الحالي للجامعة العمالية من حيث عدد الطلاب والفروع؟



الجامعة العمالية بجميع فروعها الـ12 بالمحافظات تعمل، ولكن عدد الطلاب قل قليلا، حيث لدينا في الوقت الحالى حوالي 6-7 آلاف طالب في جميع الفروع، بينما كان العدد في السابق يصل إلى 30 ألف طالب عندما كانت الدراسة أربع سنوات.

– وما سبب هذا الانخفاض الكبير في أعداد الطلاب؟

المشكلة الأساسية هي انخفاض مدة الدراسة من أربع سنوات إلى سنتين، حيث تمنح الجامعة في الوقت الحالي دبلوم فوق المتوسط، وهو ما أحدث فارق كبير وترتب عليه قلة الدخل الذى أصبح أقل كثيرا من المصروفات وتراكم الديون وأثر بالسلب على الصيانة والرعاية والجودة، وهذا أدى إلى وجود مشاكل ديون سنوية ومشاكل كثيرة جداً.

– انخفاض عدد سنوات الدراسة جاء نتيجة لملاحظات من وزارة التعليم العالى على الجامعة.. ما أبرز تلك الملاحظات وكيف تعاملتم معها؟

المشكلة الأساسية أن الجامعة لم تعد تواكب التطور المطلوب، والمعامل كذلك، وعندما أصبحت المدة سنتين وبقيت المشاكل موجودة، القائمون على الجامعة قبلي لم يدخروا جهد لحل المشكلة، فبدأوا يتوجهون للوزارة وقدموا طلبات للتحويل من سنتين لأربع سنوات، ولتفيذ ذلك شكل المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالي لجان مرت على جميع الفروع بالفعل، ومعظم ملاحظاتهم ركزت على البنية التحتية للمكان، حيث يحتاج المكان لتأهيل إنشائي، تأهيل تجهيزات، تأهيل قاعات دراسية، تطوير اللوائح الدراسية، بالإضافة إلى علاج نقص فى أعضاء التدريس، وتم إرسال تلك الملاحظات للوزارة.

– ما هو الحل المطروح حاليا لتحقيق شروط عودة الدراسة 4 سنوات؟

لأن تلافى وعلاج تلك المشكلات يحتاج إلى دعم مادى لم يكن متاحا، بدأت الفكرة في البحث عن مستثمر يدخل ويتولى الجامعة العمالية ويتعامل معها في شكل من أشكال الشراكة، بحيث يغطي المصروفات، وهو ما يحدث في الوقت الحالي، وعندما توليت منصبى منذ 4 أشهر تقريبا، اقترحت أن نبدأ بفرع مدينة نصر كمثال، نظرا لأنه فى موقع جيد ومرغوب لأي مستثمر ويمكن تسعيره بأسعار جيدة، وبالفعل حاولنا عمل تطويرات له، ورصدنا له ميزانية من اتحاد العمال والمؤسسة العمالية الثقافية، والآن يمكن لأى زائر لمقر الجامعة يمدينة نصر أن يلاحظ بسهولة حجم التغيير الذى تم على أرض الواقع، والذى بدأ العمل عليها منذ 6 أو 7 أشهر.

–  ما هو التطوير الذي تم إنجازه فعليا؟

التطوير الذى حققناه ليس قاصرا على إعادة تأهيل البنية التحتية، لكن أيضا تطوير لوائح، فقد عملنا لوائح جديدة لثلاث كليات وثلاث برامج، لائحة لكلية خدمات فندقية – لتخريج فنيي مطبخ وفنيي أغذية، ولائحة لكلية إدارة أعمال في تخصص إدارة أعمال ومال، ولائحة لكلية هندسة ورقابة جودة، ونيتنا أن نقدم هذه اللوائح -إن شاء الله- للوزارة والمجلس الأعلى للجامعات ونحصل على موافقة، ومن ثم تجرى اللجان المعنية تقييما لما تم تحقيقه من تطويرات وتجهيزات، بحيث يبدأ فرع الجامعة العمالية بمدينة نصر يبدأت العمل بعد التطوير مع بداية العام الدراسى المقبل.

– ما هو موقف وزارة التعليم العالي من هذا التطوير؟

الوزارة تدعم بالطبع هذه التطويرات، فأنا فى الأساس مستشار المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي في وزارة التعليم العالي، فأنا موجود في الوزارة، وفي نفس الوقت كُلفت أن أمسك ملف الجامعة العمالية، وفي نفس الوقت في الوزارة شكلنا لجنة من الوزارة لتدير ملف الجامعة العمالية وأنا عضو فيها، وفى حال نجاح تلك الخطوات مع وجود المستثمر الذى بدأ في إجراء تقييمات لفروع الجامعة للوقوف على حالة كل فرع، وما يميز الخطة الحالية أنها لا تعتمد على العمل الفردى، بل تتكاتف فيه كل الجهات المعنية بالدولة، فقد اجتمع رئيس مجلس الوزراء، بوزير التعليم العالي ووزير العمل مع لجنة لحل مشكلة الجامعة العمالية بأسرع ما يمكن.

–  ما المستهدف من التطوير؟

الفكرة الأساسية هي تحويل هذا الكيان إلى جامعة تكنولوجية، الناس لا تعرف شيئا مهما وهو أن الجامعة العمالية هي أول جامعة تكنولوجية في مصر، فعند إنشائها سنة 1990 تقريباً، كان بها شعبتان: شعبة الخطوط الصناعية والتكنولوجيا ورقابة الجودة، هذه الشعب كانت تعطي شهادة أربع سنوات، التي هي موجودة دلوقتي في الجامعات التكنولوجية، يعني لم يكن الناس فكروا في الجامعات التكنولوجية لأنها كانت موجودة في الجامعة العمالية.

فهي لها دور ريادي كبير جداً، والفكرة الأساسية أنها ترجع وتنضم لمصاف الجامعات التكنولوجية، وهى بها ثلاث برامج في الوقت الحالى، لكن بمجرد أن تبدأ وتأخذ الموافقات وترجع الدراسة لمدة أربع سنوات، لدينا برامج كثيرة لإضافتها للبرامجها الدراسية، مثل برامج للذكاء الاصطناعي وبرامج الميكاترونكس والأوتوترونكس وبرامج كثيرة.

– متى ستبدأ الدراسة بالنظام الجديد ومنح درجة البكالوريوس؟



نبدأ -إن شاء الله- مع الفصل الدراسي الأول في العام الدراسى 2025-2026، أى سبتمبر المقبل، فقد كان لدينا 3 ملفات بالتطوير، هم: “الأول”: استيفاء أعضاء التدريس وبالفعل تم الإعلان عن تعيينات وتقدم لها مجموعة من أعضاء هيئة التدريس، لكن لا يمكن إجراء التعيينات رسميا إلا بعد الحصول على موافقة وزارة التعليم العالى على بدء الدراسة، و”الثانى”: هي تطوير اللوائح وهو ما انتهينا منه بالفعل، و”الثالثة”: البنية التحتية وهى بنسبة 90% انتهينا من تطويرها، وأى لجنة ترغب في إجراء زيارة للفرع ستجد أننا جاهزون لدء الدراسة.

–  تستهدفوا الرجوع لـ30 ألف طالب؟



مؤكد، فعندما تشتغل كل الفروع سنرجع لـ30 ألف طالب، أما العدد في الوقت الحالي “ناوي” إن شاء الله نطلب عدد من الطلاب يوصل من 2000-3000 طالب بفرع مدينة نصر، من وزارة التعليم العالي فقد يمكن أن تسمح لنا بعدد أكبر.

كما أننا في الوقت الحالي وزارة التعليم العالي تسمح للجامعة العمالية فقط بقبول طلاب الدبلومات الفنية، رغم أنها كانت فلا الماضى تقبل الجامعة العمالية طلاب الثانوية العامة والشهادات المعادلة والدبلومات الفنية كلها، أى كل شهادة ثلاث سنين، لكننا طالبين في اللوائح الجديدة أن يدخل الجامعة من كل الشهادات – سواء شهادة الثانوية العامة أو الشهادات المعادلة للثانوية العامة أو الشهادة الدبلوم الفني – كلها مسموح أن نحن نقبل، وهذا يفتح لنا المجال أن نقبل عدد طلاب أكبر.

– كم عدد الكليات المخطط إضافتها للجامعة؟

البرامج الموجودة حاليا في فرع مدينة نصر ثلاثة، وكلية واحدة، لكننا نستهدف تشغيل ثلاث كليات بهذا الفرع بعد الحصول على الموافقات اللازمة، وعندما نحصل على الموافقة بإنشاء كلية، الخطوة التالية أسهل فى الموافقة على برامج دراسية، حيث أن الموافقة على كلية صعب بعض الشئ، لكن البرنامج، فقط نُعد اللائحة وناخد الموافقة من لجنة القطاع ومن المجلس الأعلى للتعليم والتكنولوجيا.

– هل عملية التطوير طالت المناهج الدراسية لتتماشى مع احتياجات سوق العمل؟

بالطبع عملنا على إعداد مناهج جديدة لربطها بسوق العمل والتطور الموجود في البلد، فأقول لك شيء بسيط، وهو عندما أسسنا للجامعات التكنولوجية في كافة المحافظات، كنا حريصين على أن تكون البرامج الدراسية بها تناسب بيئة المكان المتواجدة به واحتياجاته، يعني مثلا لما جينا عملنا جامعة تكنولوجية في شرق بورسعيد، ففي بورسعيد يوجد ميناء والميناء به صناعات بحرية، فعملنا برنامج صناعات بحرية لأنه مرتبط بالمكان، وعندما أنشأنا جماعة في برج العرب مثلا، وهى بها شركات صناعة غذائية كثيرة جداً، فعملنا برنامج صناعة غذائية، في طيبة بالأقصر وهى مكان سياحي، عملنا كلية السياحة والفنادق، وبالتالي فأن معظم البرامج الدراسية في الجامعات التكنولوجية مرتبطة بالمكان، واحتياجاته ومرتبطة بالتطور الموجود في الدولة.

كما نعمل على نقل برنامج الذكاء الاصطناعي والطاقة من كلية الصناعة والطاقة، إلى كلية تكنولوجيا المعلومات والنى نعمل إنشائها ككلية منفصلة، حيث أن برنامج الذكاء الاصطناعى من الممكن أن يكون في كل الكليات حيث أصبح كل الناس حاليا في حاجه له، والعديد من البرامج الأخرى أيضا كل الأماكن تحتاجها مثل الميكاترونكس والأوتوترونكس والطاقة الجديدة.

– ما طبيعة الدراسة في الجامعة العمالية وفقا للنظام الحديث؟

للإجابة على السؤال لابد من توضيح الفارق بين الجامعة التكنولوجية وباقى الكليات المعتادة، وهو أن الجامعة التكنولوجية الدراسات يميل عليها الجانب العملى أكثر، فتجد نسبة العملى 60% من الدراسة والنظري 40%، ونحاول أن نطبق الجزء العملى في المصانع والشركات والمؤسسات، ولا نكتفى بالورش المُعدة في الجامعة، لإكساب الخريج مهارات أفضل.

كما أننا لسنا فقط مهتمين بفكرة إعداد خريج مؤهل، لكننا حريصين أيضا على فكرة أنه يتخرج ويملك مهارة تمكنه من الحصول على فرصة عمل بشكل أسرع عن غيره، ففي الجامعة التكنولوجية نعطى فرصة للطالب أنه بعد سنة ثانية يخرج ويشتغل، وفى حال رغبته العودة لاستكمال دراسته يمكن أن يرجع ويكمل سنة ثالثة ورابعة، أي أنه يقدر يشتغل بالتزامن مع  الدراسة، وهذا لأننا نستهدف دخول الطلاب لسوق العمل، هذا بالإضافة إلى عمل شراكات كجامعات تكنولوجية مع جامعات خارجية كثيرة مثل: الصين وكوريا وألمانيا، ونفس الكلام غند تحويل الجامعة العمالية للجامعة التكنولوجية سينطبق عليها نفس السيناريو.

– ما خططكم لتغيير الصورة الذهنية لخريجى التعليم الفني بشكل عام؟

بمجرد أن يتم تغيير الاسم لجامعة تكنولوجية هو تغيير كبير، وبعد إجراء شراكات مع جهات دولية ومؤسسات صناعية كبرى للتعليم فهو يدعم تغيير الصورة الذهنية لكل التعليم الفني، حيث تمنح تلك الجامعات فرصة للحصول على تعليم عالي مميز في المحتوى، مميز في التدريب، مميز في الشراكات مع الناس اللي بيساعدوها، وبعد خروجه للعمل يجد أنه لايوجد فارق بين التكنولوجى وبين المهندس.

ممكن يكون هو داخل الكلية ويقول لك أنه عايز يكون مهندس، لا، منذ أول يوم يدخل الطالب لدينا نقول له أنه سيحصل على بكالوريوس التكنولوجيا، سيدرس 4 سنوات يحصل على شهادتين شهادة بعد السنة الثانية وهى شهادة دبلوم تكنولوجى فوق المتوسط وبعد 4 سنوات سيحصل على بكالوريوس تكنولوجى لتلبية احتياجات سوق العمل.

– وهل هناك اتجاه لإنشاء نقابة خاصة بخريجى الكليات التكنولوجية؟

طبعا، ونحن في طور أن ننشئها، فقد عملنا في المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجى إجراءات وقرار باللجنة التأسيسية ورفعناه لوزير التعليم العالى، وبدوره رفعه لرئيس مجلس الوزراء لإصدار قرار باللجنة التأسيسية لنقابة التكنولوجيا، والتي ستضم 11 فرد، ونحن ننتظر صدور قرار من رئيس مجلس الوزراء حتى تبدأ اللجنة تجتمع لكي تقوم بعمل مقترحات النقابة وتبدأ تضع اللوائح الخصاة بها وتبدأ تستقبل الأعضاء، واختيار مقراتها، وكل هذا يساهم في تغيير الصورة الذهنية لخريجى التعليم الفني بالطبع.

الدكتور محمد وظنى رئيس الجامعة العمالية 

 

حوار رئيس الجامعة العمالية مع اليوم السابع (2)


 

close