تعديلات قانون الإيجار القديم تثير الجدل بزيادات ضخمة تصل لـ 4000 جنيه للشقة

قانون الإيجار القديم .. تواصل الحكومة المصرية، بالتنسيق مع مجلس النواب، خطواتها الجادة نحو تعديل قانون الإيجار القديم، وسط حالة من الترقب والجدل في الشارع المصري. ويُعد هذا القانون من أكثر الملفات القانونية والاجتماعية تعقيدًا، نظرًا لتأثيره المباشر على شريحة كبيرة من المواطنين، سواء من الملاك أو المستأجرين. وتسعى الحكومة إلى التوصل لحل توافقي يحقق العدالة الاجتماعية ويحفظ حقوق جميع الأطراف، في ضوء ما تفرضه الظروف الاقتصادية والتغيرات العقارية في مصر.
 

مطالب ملاك العقارات القديمة: تحرير عاجل للعلاقة الإيجارية

أبدى عدد كبير من الملاك المشاركين في جلسات الحوار المجتمعي، التي عُقدت تحت إشراف لجنة الإسكان بمجلس النواب، تمسكهم بإجراء تعديل جذري على قانون الإيجار القديم، مشيرين إلى ضرورة “تحرير العلاقة الإيجارية” خلال فترة لا تتجاوز ثلاث سنوات. واعتبروا أن الوضع الحالي فيه إجحاف لحقوقهم، خاصة في ظل الفجوة الكبيرة بين القيمة الإيجارية القديمة وأسعار الإيجارات في السوق العقاري الحالي.

كما شددوا على أن قيمة الإيجار الشهري يجب ألا تكون موحدة أو رمزية، بل أن تُحدد وفقًا للسعر السوقي في كل منطقة على حدة، واقترح بعضهم أن لا تقل عن ألف جنيه شهريًا في بعض المناطق.
 

رؤية المستأجرين: ضرورة الحفاظ على حق السكن ومنع التشريد

على الجانب الآخر، عبّر ممثلو المستأجرين عن رفضهم التام لفكرة تحرير العلاقة الإيجارية خلال فترة زمنية قصيرة، محذرين من أن ذلك قد يؤدي إلى تشريد آلاف الأسر التي لا تملك بدائل سكنية. وطالبوا بأن يقتصر تعديل القانون على تطبيق ما أقرته المحكمة الدستورية العليا، والمتمثل في زيادة القيمة الإيجارية تدريجيًا، دون المساس بحق السكن أو الإخلاء القسري.

ورفض ممثلو المستأجرين أيضًا المقترحات التي تدعو إلى رفع القيمة الإيجارية عشرين مرة أو وضع حد أدنى موحد يبلغ ألف جنيه، معتبرين أن ذلك غير منصف ولا يراعي الفئات الاجتماعية الأضعف.
 

مقترحات بتطبيق نظام الشرائح لتحديد قيمة الإيجار

في محاولة للمواءمة بين مطالب الملاك والمستأجرين، قدم النائب طارق شكري، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، مقترحًا يقضي بتقسيم المناطق السكنية إلى ثلاث شرائح مختلفة، بحيث يتم تحديد قيمة الزيادة في الإيجار بحسب المستوى الاقتصادي لكل منطقة. ووفقًا لهذا المقترح، تبدأ القيمة من 250 جنيهًا في المناطق الأقل من متوسطة، وترتفع تدريجيًا لتصل إلى 1000 جنيه في المناطق الراقية.

ويهدف هذا النموذج إلى تحقيق نوع من التوازن الاجتماعي، بحيث تتم مراعاة ظروف الأسر محدودة الدخل، وفي الوقت ذاته يحصل الملاك على حد أدنى مناسب يتماشى مع القيمة السوقية الحالية.
 

الحكومة تدرس فكرة التدرج في زيادة الإيجارات

أكد المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، أن الحكومة تميل إلى تبني مقترح التدرج في رفع القيمة الإيجارية، مع مراعاة عدة معايير تشمل مساحة الوحدة السكنية، وموقعها الجغرافي، والقيمة السوقية الفعلية للعقار.

وأشار فوزي إلى أن مجلس الوزراء سيتولى وضع الضوابط الفنية الدقيقة لتطبيق هذه الزيادات، بحيث تكون مرنة وقابلة للتطبيق في مختلف الحالات، دون أن تُنص تفصيليًا في القانون، وذلك لتفادي ثغرات قانونية أو حالات استثنائية قد تعيق التنفيذ.
 

موعد استئناف مناقشات قانون الإيجار

 

من المقرر أن تُستأنف مناقشات مشروع تعديل قانون الإيجار القديم عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى، حيث تجتمع اللجنة المشتركة من لجان الإسكان والإدارة المحلية والشؤون الدستورية بمجلس النواب لاستكمال دراسة مشروع القانون المقدم من الحكومة، تمهيدًا لصياغة النص النهائي وطرحه للتصويت داخل البرلمان.
 

أبرز الأسئلة التي تشغل الرأي العام حول قانون الإيجار القديم

هل سيتم إلغاء عقود الإيجار القديمة نهائيًا؟
حتى الآن لا يوجد قرار نهائي، لكن هناك اتجاهًا نحو تنظيم العلاقة الإيجارية بشكل تدريجي دون إلغاء فوري للعقود.
 

ما الحد الأدنى المقترح لقيمة الإيجار بعد التعديل؟

تدور المقترحات الحالية حول تحديد الإيجار الجديد وفقًا للشرائح، بدءًا من 250 جنيهًا حتى 1000 جنيه شهريًا حسب المنطقة.
 

هل يشمل التعديل الوحدات التجارية؟

تتركز المناقشات حاليًا على الوحدات السكنية، مع احتمالية مناقشة أوضاع المحال التجارية في مرحلة لاحقة.
 

ما هو موعد تطبيق قانون الإيجار الجديد؟

سيبدأ التطبيق فور الانتهاء من مناقشات البرلمان واعتماد الصيغة النهائية، لكن لم يُحدد موعد رسمي بعد.
 

هل سيتم مراعاة الفئات غير القادرة؟

وعدت الحكومة بتوفير آليات دعم ومساندة اجتماعية لحماية الأسر التي لا تستطيع تحمل الزيادات الجديدة في الإيجار.
 

 

جدير بالذكر ان  تعديل قانون الإيجار القديم  سيبقي من أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام في مصر، لما له من تأثير مباشر على ملايين الأسر. وبينما تسعى الحكومة إلى تحقيق التوازن، تتجه الأنظار نحو جلسات ما بعد عيد الأضحى لمعرفة الصيغة النهائية التي سترضي جميع الأطراف، وتحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.

 

close