أصبح من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط بشكل حادّ في افتتاح الأسواق غدًا الإثنين (23 يونيو/حزيران 2025)، عقب القصف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن). وقال مستثمرون، إن أيّ هجوم أميركي على مواقع نووية إيرانية قد يدفع أسعار النفط إلى مزيد من الارتفاع، ويدفعهم إلى البحث عن ملاذ آمن، خلال معرض تقييمهم لتأثير التصعيد الأخير للتوترات في الاقتصاد العالمي. وأشار ردّ فعل أسواق الأسهم في الشرق الأوسط، التي ستُتداول اليوم الأحد (22 يونيو/حزيران 2025)، إلى أن المستثمرين كانوا يفترضون سيناريو حميدًا، حتى مع تكثيف إيران هجماتها الصاروخية على إسرائيل ردًا على التدخل الأميركي المفاجئ والعميق في الصراع، وفق التقرير الذي نشرته وكالة رويترز. ويتوافق التقرير مع توقعات الخبراء الذين استطلعت منصة الطاقة المتخصصة آراءهم بشأن تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية، إذ أشاروا إلى إمكان ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل، حال التدخل الأميركي في الصراع وتأثُّر الصادرات النفطية الإيرانية على نطاق واسع.
استهداف المنشآت النووية الإيرانية
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجوم بأنه “نجاح عسكري باهر” في خطاب متلفز للأمة، وقال: إن “منشآت التخصيب النووي الرئيسة في إيران قد دُمرت تمامًا”، مضيفًا أن الجيش الأميركي قد يستهدف أهدافًا أخرى في إيران إذا لم توافق البلاد على السلام. ومن جانبها، أكدت إيران أنها تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن نفسها، وحذّرت من “عواقب وخيمة”. كلمة ترمب عقب القصف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية – الصورة من وكالة رويترز وقال المستثمرون، إنهم يتوقعون أن يُسبب التدخل الأميركي موجة بيع في أسواق الأسهم، واحتمال إقبال على الدولار وغيره من أصول الملاذ الآمن عند إعادة فتح الأسواق الرئيسة، لكنهم أضافوا أيضًا أن الكثير من عدم اليقين بشأن مسار الصراع ما يزال قائمًا. وقال كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بوتوماك ريفر كابيتال (Potomac River Capital)، مارك سبيندل: “أعتقد أن الأسواق ستشعر بالقلق في البداية، وأعتقد أن أسعار النفط سترتفع عند الافتتاح”، وفق التصريحات التي نقلتها وكالة رويترز. وتابع سبيندل: “ليس لدينا أيّ تقييم للأضرار، وسيستغرق ذلك بعض الوقت.. على الرغم من أنه وصفَ الأمر بأنه “منتهٍ”، فإننا منخرطون فيه.. ماذا بعد؟” كما قال: “أعتقد أن حالة عدم اليقين ستخيّم على الأسواق، حيث سيتعرض الأميركيون في كل مكان للخطر.. سيزيد ذلك من حالة عدم اليقين والتقلب، لا سيما في سوق النفط”. وكان أحد مؤشرات على كيف سيكون ردّ فعل الأسواق في الأسبوع المقبل هو سعر الإيثريوم، ثاني أكبر عملة رقمية، والمقياس الجديد لمعنويات المستثمرين الأفراد بعد البيتكوين، والذي تحتفظ به المؤسسات بشكل كبير الآن. وانخفض سعر الإيثريوم بنسبة 5% يوم الأحد (22 يونيو/حزيران 2025)، مسجلًا خسائر منذ الضربات الإسرائيلية الأولى على إيران في 13 يونيو/حزيران، لتصل إلى 13%. ومع ذلك، بدا معظم أسواق الأسهم الخليجية غير قلق بشأن هجمات الصباح الباكر، إذ ارتفعت المؤشرات الرئيسة في قطر والمملكة العربية السعودية والكويت بشكل طفيف، في حين سجل مؤشر تل أبيب الرئيس الإسرائيلي أعلى مستوى له على الإطلاق.