هبوط أسعار النفط عالميا 4% بعد الضربات الإيرانية على قاعدة “العديد” في قطر.. “برنت” يسجل 74.09 دولار

تراجعت أسعار النفط بنحو 4% يوم الاثنين، بعد الضربة الصاروخية التي وجهتها إيران لقاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، والتي جاءت ردًا على الهجمات الأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية. ورغم التصعيد العسكري، لم تتأثر حركة ناقلات النفط والغاز عبر مضيق هرمز، ما خفّف من حدة القلق في الأسواق العالمية، وفقا لتقرير وكالة رويترز.

تراجع أسعار النفط عالميا

انخفض خام برنت بمقدار 2.91 دولار أو 3.8% إلى 74.09 دولار للبرميل بحلول الساعة 17:13 بتوقيت غرينتش.

تراجع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) الأمريكي بمقدار 2.80 دولار أو 3.8% إلى 71.06 دولار للبرميل.

وتأرجحت الأسعار خلال الجلسة على وقع أخبار التصعيد، قبل أن تتجه للهبوط مع استبعاد تهديد فوري لتدفق الطاقة.

الهجوم الإيراني دون استهداف تدفق النفطقال مصدر دبلوماسي غربي إن الهجوم الإيراني استهدف قاعدة العديد الجوية، أكبر موقع عسكري أمريكي في الشرق الأوسط، ويضم ما يقارب 10,000 جندي أمريكي. وأضافت قطر أن صواريخ “الحرس الثوري الإيراني” أُطلقت في منتصف النهار، لكنها تم اعتراضها دون تسجيل إصابات، وأن القاعدة كانت قد أُخليت احترازيًا في وقت سابق.

ورغم هذا التصعيد، لم تُسجّل أي محاولات إيرانية لتعطيل حركة الملاحة أو استهداف ناقلات النفط في مضيق هرمز، والذي تمر عبره قرابة 20% من إمدادات النفط العالمية.

الأسواق تترقب وتتحرك بحذرقال المحلل جون كيلدوف من “أغين كابيتال”:

“يبدو أن النفط ليس هدفًا مباشرًا حتى الآن، والتركيز ينصب على قواعد أمريكية وربما أهداف مدنية في إسرائيل”.

وفي هذا السياق، أظهرت بيانات تتبع السفن أن ناقلة نفط عملاقة واحدة على الأقل قامت بتغيير مسارها قرب مضيق هرمز، بينما سلكت ناقلات أخرى طرقًا بديلة أو قامت بتسريع رحلاتها.

لكن محللي بنك HSBC أشاروا إلى أن الأسعار قد ترتفع مجددًا نحو 80 دولارًا للبرميل في حال ازداد خطر إغلاق المضيق، إلا أنهم توقعوا تراجع الأسعار في حال عدم تطور التهديدات إلى تعطيل فعلي للإمدادات.

في ظل تصاعد التوتر، أعلنت شركة نفط البصرة العراقية الحكومية عن إجلاء عدد من العاملين الأجانب من الحقول النفطية، بما في ذلك موظفو شركات كبرى مثل BP، وتوتال إنرجي، وإيني.

كما أغلقت قطر والإمارات مجالهما الجوي مؤقتًا، بحسب بيانات من “فلايت رادار” ومصادر ملاحية، وهو ما أدى إلى تعطيل جزئي في الرحلات الجوية التجارية.

ترامب: نريد أسعار نفط منخفضةفي خضم هذا التصعيد، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” إلى خفض أسعار النفط، مطالبًا وزارة الطاقة الأمريكية بـ “الحفر فورًا”، في إشارة إلى تعزيز الإنتاج المحلي.وقال:

“لا نريد ارتفاعًا في أسعار الطاقة، احفروا، أعني الآن”.

رغم تصاعد الضربات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة، لا تزال أسواق النفط تتفاعل بحذر مع الأحداث، مع عدم وجود تعطيل مباشر لتدفقات الطاقة عبر مضيق هرمز حتى الآن. لكن استمرار التصعيد وغياب المسار الدبلوماسي قد يُبقي الأسواق في حالة توتر وترقّب، وسط تقديرات بأن أي تصعيد أكبر قد يُشعل موجة ارتفاعات حادة في الأسعار.

close