بوابة روز اليوسف | حول التعليم ندندن.. “مدرس تعبان.. طالب زهقان.. وأهالي قلقانة.. ولا يوم القيامة”!



11:24 ص – الأربعاء 25 يونيو 2025

في بلد يبدأ فيه العام الدراسي بدون كتب، وينتهي من غير فايدة، بنعيش تجربة تعليمية فريدة من نوعها، لا يمكن تصنيفها ضمن أي نظام معروف على وجه الكوكب.

الطالب بيذاكر علشان يدخل كلية، مش علشان يفهم، والمدرس بيشرح وهو بيدوّر على دروس، مش على شغف. أما الأسرة، فمشغولة بترتيب مواعيد السناتر على حسب “المدام قالت إيه”. الناس في بلاد برّه بيخططوا يعملوا تعليم يولّد علماء، مخترعين، مبدعين.. وإحنا؟ لسه بنسأل: “الطالب يدخل المدرسة ليه؟”، وأكتر واحد محتار في البلد هو الطالب نفسه! مش عارف هو في المدرسة علشان يتعلم، يتعقّب، يتفاجئ، ولا يشوف المستقبل بيضيع قدّامه على بَطِيء. 

 المناهج.. الرحلة تبدأ من المماليك وتنتهي في معركة العلمين

مناهجنا الكريمة بتحب الطالب حب مَرَضي. بتمسّكه من ابتدائي وتفضل تشحن فيه معلومات مالهاش علاقة بالحياة، لحد ما يوصل ثانوية عامة وهو حافظ أسماء شعراء العصر الجاهلي، بس مش عارف يكتب CV. التفكير النقدي؟ لأ طبعًا! هو إحنا فاضيين نفكر؟ ده إحنا بنجري ورا الدروس الخصوصية زي اللي بيجري ورا الأتوبيس وهو بيقفل الباب! 

  المعلم بطل خارق.. بس من غير بدلة

المدرس المصري ده شخصية تراجيدية عظيمة، يبدأ يومه بصداع، وينهيه بتصحيح واجب 4 فصول. راتبه يكفي يدفع فاتورة الكهرباء.. أو ياكل بيه كشري لمدة أسبوع، مش الاتنين سوا. ومع ذلك، مطلوب منه يكون أستاذ، أب، مرشد، سايكولوجي، عشان يشد انتباه الطلبة اللي نايمين في الحصة. 

 الأسرة بين “هات 100 في المية” و”ما له العربي؟”

البيت المصري ليه دور أساسي في التعليم ضغط، مقارنات، تهديدات لفظية، وتحفيز من نوع “ابن خالتك جاب كام؟”. لو الطالب جاب 97%، الرد بيكون: “ونقصوا ليه يا أستاذ؟!” ولو جاب 70%، يبقى لازم يعمل خطة هروب من البيت قبل النتيجة. 

 التعليم الرقمي لما النت يبقى أستاذك

جربنا التعليم أونلاين، وده كان حدث تاريخي. الكاميرا مقفولة، الصوت مش شغال، والطالب بيحضر من السرير وهو بيأكل فشار. وأكتر جملة اتقالت “يا جماعة سامعني؟!” في حين أن في بلاد تانية، الطلبة بيبرمجوا روبوتات، إحنا لسه بنحاول نبرمج المايك. 

  الثانوية العامة فيلم رعب كلنا عايشينه

الثانوية العامة هي النسخة التعليمية “أكلي لحوم البشر”. سنة فيها كل حاجة رعب، دراما، تشويق، وحرق أعصاب. وكل سنة، وزارة التعليم تقول: “هنطور النظام”، فنلاقي التطوير حصل في جدول الامتحانات، مش في طريقة التدريس. 

 قلق الأهالي.. الثانوية ولا يوم القيامة؟

مع بداية امتحانات الثانوية، البلد كلها بتتغيّر الشوارع تهدى، الدعاء يعلى، والتمرينات النفسية تبدأ في البيوت. الأم تتحوّل إلى مدربة تحفيزية بتقول “أنا واثقة فيك… بس لو جبت أقل من 95%، ما تورينيش وشك!” والأب… غالبًا بيكتفي بالصمت العميق، وعبارة فلسفية من نوع: “أنا كنت في سنك بذاكر على ضوء الشمعة!” أما الطالب، فبيعيش حالة ما بين “أنا هفهم الفيزياء” و”أنا ههاجر وأشتغل في مزرعة”. وتيجي ليلة الامتحان، تلاقي الكل صاحي الطالب بيذاكر، الأم بتصلي، الأب بيقلب في المصحف، والجيران بيقولوا “ربنا معاهم يا رب”. ويوم النتيجة؟ ده عيد وطني له طقوسه دموع، زغاريد، نوبات إغماء، وقاعدة رئيسية بتقول”لو ابنك نجح.. يبقى شطارته، ولو سقط.. يبقى التعليم فاشل!”. إحنا مش محتاجين تعليم ننافس بيه فنلندا دلوقتي.. إحنا محتاجين تعليم نعرف نفهم بيه جدول الضرب، نحبّ بيه المدرسة، ونفهم يعني إيه “تفكير”. بس علشان ده يحصل، محتاجين نبطل نصلّح في السقف والمدرسة من غير أساس. لو اتعلمنا إزاي نفكر، ونحبّ المعرفة مش بس نطارد الدرجات، ساعتها بس هنصحى من كابوس التعليم، ونبدأ نحلم… ونكمل الحلم. بس لحد ما ده يحصل، هنفضل نقول”نظام التعليم في مصر… قصة طويلة ولسه بنكتب فيها فصول جديدة!” حفظ الله مصر .. حفظ الله الوطن 

close