كل أسبوع، يظهر خبر جديد يغيّر مزاج السوق. تصريح من رئيس بنك مركزي، قفزة في أرقام التضخم، أو حتى حادثة سياسية في بلد بعيد… وكلها كافية لتقلب قرارات المستثمرين. في هذا السياق، يصبح السؤال منطقيًا: هل ما زال هناك أصل يمكن الاعتماد عليه؟ الذهب غالبًا ما يُطرح كإجابة، لكن لماذا؟
الذهب لا يعد… لكنه لا يخذلك
الذهب لا يَعِد بالعوائد الكبيرة. لا يقول لك: “استثمر فيّ وستربح.” لكنه، وعلى مدى قرون، كان حاضرًا عندما فشلت الأنظمة. من الحروب إلى الأوبئة، ومن التضخم إلى الأزمات المالية، يظل الذهب واقفًا في الخلفية، لا يتحرك كثيرًا… حتى يتحرك العالم كله نحوه فجأة.
وربما لهذا بالذات، ما زال الناس ينظرون إليه كخيار آمن. حتى من لم يستثمر يومًا في حياته، يعرف أن الذهب مختلف. ليس مثل السهم الذي يمكن أن ينهار، ولا كالعقار الذي يحتاج وقتًا. هو شيء يمكن حمله، لمسه، والاطمئنان لوجوده.
ماذا تقول الأرقام اليوم؟
إذا نظرنا إلى اسعار الذهب اليوم في الإمارات، نلاحظ تذبذبًا واضحًا بين الارتفاع والهدوء. الارتفاعات الأخيرة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت في ظل توترات سياسية، وحالة من الحذر من قرارات البنوك المركزية، خاصة الفيدرالي الأميركي.
الناس لم تعُد تشتري الذهب من باب الاستثمار فقط، بل من باب الحماية. وربما هذا هو جوهر المسألة: حين تخاف على قيمة مالك، تبحث عن شيء لا يعتمد على الثقة في جهة، بل على تاريخ طويل من الصلابة.
تحليل الذهب: هل هو استثمار فعلاً؟
عند الحديث عن تحليل الذهب، لا يمكننا تجاهل أن تحركاته لا تتبع نمطًا بسيطًا. أحيانًا يرتفع رغم استقرار الأسواق، وأحيانًا يتراجع في ظل الأزمات. ما يحركه ليس فقط البيانات الاقتصادية، بل شعور عام. إحساس بعدم اليقين، أو حتى خوف غير معلن.
ربما لهذا يصعب على بعض المستثمرين فهمه. لا يسير حسب قواعد السوق المعتادة. هو استثناء، أو كما قال أحد المحللين: “الذهب ليس للاستثمار، بل للاحتياط.”
هل الأسعار الآن مناسبة للدخول؟
سؤال متكرر، ولا إجابة نهائية له. البعض يرى أن السعر الحالي مرتفع، لكن لو نظرنا إلى الوراء، سنجد أن هذا السعر كان يبدو مرتفعًا قبل عامين أيضًا… ومع ذلك، ارتفع أكثر. إذن، المسألة ليست فقط كم سعره اليوم، بل: ما الذي يدفعك لشرائه؟