صلاة الفجر أولًا.. روتين ريان اَيت نوري اليومي

في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة الكروية، اختار ريان اَيت نوري، الظهير الأيسر للمنتخب الجزائري ونادي مانشستر سيتي، أن يبدأ كل يومٍ بسكينة الروح قبل صخب الكرة.

اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا لا يعتمد فقط على موهبته، بل على نمطٍ يومي صارم ومنظم، يتداخل فيه الإيمان بالجهد، والهدوء بالتحفز.

“أبدأ يومي بصلاة الفجر وقراءة القرآن، هذا يمنحني السلام الداخلي ويهيئني لأي تحدٍ قادم”، بهذه العبارة افتتح آيت نوري حديثه عن روتينه اليومي، في مقابلة حديثة أماطت اللثام عن عالمه الخفي خارج المستطيل الأخضر.

ريان اَيت نوري

ريان اَيت نوري ما بين الفجر والإفطار.. روح تستعد قبل الجسد

يستيقظ ريان في ساعةٍ مبكرة لأداء صلاة الفجر، ثم يعود إلى النوم لبعض الوقت، ليستيقظ مجددًا في التاسعة صباحًا، ويبدأ يومه بإفطار متوازن ومخطط بعناية، وجبةٌ لا تُترك للصدفة، بل تُجهّز لتدعم جدولًا رياضيًا مزدحمًا.

يشرب ريان اَيت نوري ثلاثة لترات من الماء يوميًا، ويعتبر الترطيب جزءًا لا يتجزأ من جاهزيته البدنية، لا مكان للعشوائية في جدول هذا الشاب، فكل تفصيلة محسوبة، وكل عادة مرتبطة بهدف.

اليوم التدريبي لدى آيت نوري مُقسم إلى ثلاث وحدات، تختلف في طبيعتها وهدفها؛ السرعة، التحمل، التركيز التكتيكي، كلها تُصقل يومًا بعد يوم في مقاطع مركزة، ولا ينتهي الأمر بالتدريب، بل يمتد إلى ما بعده: سبع جلسات تعافٍ أسبوعيًا تشمل العلاج الطبيعي، الحمامات الباردة، وتمارين الإطالة.

Man City fans will be hoping to see more link up like this between Rayan Aït-Nouri and Jérémy Doku

(via @DAZNFootball)pic.twitter.com/34RVNw3QS9

— B/R Football (@brfootball) June 26, 2025

وفيما يتوقف كثيرون عند المجهود البدني، يرى ريان اَيت نوري أن التحليل لا يقل أهمية، “أشاهد الفيديوهات لأفهم التفاصيل. كل خطأ هو فرصة لتحسين نفسي”، هكذا يقول بثقة، كأن النجاح لديه لا يقف عند الإنجاز بل يبدأ منه.

الذهن الحاد لا ينفصل عن الجسد المستعد؛ لذلك، يُدرج ريان قيلولة مدتها ساعة كل ظهيرة ضمن روتينه، ويخلد إلى النوم في الحادية عشرة مساءً بانتظام، لا سهر ولا فوضى، فالعقل يحتاج إلى راحة ليُفكر، والجسم إلى طاقة ليقاتل.

ليس سرًا أن الانضباط هو عصب النجاح، لكن حين يقترن بالإيمان، يصبح للاحتراف طعمٌ آخر، ريان آيت نوري لا يكتفي بأن يكون لاعبًا متألقًا، بل يقدم نفسه كنموذج للشباب المسلم الذي يوازن بين الطموح والهوية، بين الصعود في عالم الاحتراف والتمسك بجذور الروح.

“النجاح لا يتوقف على الموهبة فقط، بل على أسلوب الحياة اليومية”، بهذه الجملة لخّص ريان فلسفته.

وما بين خطواته في مانشستر سيتي، وأدعيته قبل كل مباراة، يمضي آيت نوري في طريقٍ يبدو أن نهايته لن تكون إلا نجاحًا جديدًا… على الأرض، وفي السماء.

close