عندما تمتلك أحد أفضل قلوب الدفاع في العقد الأخير، إلى جانب شريك يتمتع بقوة بدنية هائلة، قد لا يبدو تدعيم خط الدفاع أولوية قصوى، لكن كرة القدم أثبتت مرارا وتكرارا أن وجود عم
(C)Getty Imagesق في التشكيلة ليس رفاهية.
اهتمام ليفربول بالتعاقد مع مدافع كريستال بالاس والمنتخب الإنجليزي مارك جويهي يثير التساؤلات في البداية، لكن نظرة تحليلية أعمق توضح أنه قد يكون صفقة استراتيجية محورية.
جويهي، البالغ من العمر 24 عامًا، ليس مجرد موهبة واعدة، بل مدافع ناضج خاض أكثر من 200 مباراة في مسيرته ويمتلك عددا جيدا من المشاركات الدولية مع إنجلترا.
ومنذ انتقاله من تشيلسي إلى كريستال بالاس، أثبت أنه أحد أكثر المدافعين ثباتا في المستوى في الدوري الإنجليزي الممتاز، بفضل هدوئه تحت الضغط، وذكائه التكتيكي، وسرعته في التغطية، وقدرته على بناء اللعب من الخلف.
تحت قيادة المدرب الهولندي لآني سلوت، تبنّى ليفربول أسلوبا يعتمد على الاستحواذ والخط الدفاعي العالي، وهو ما يتطلب مدافعين قادرين على التمرير الدقيق، قراءة اللعب، واللعب تحت الضغط.
جويهي يناسب هذا الأسلوب تمامًا، ويضيف بعدا مهما لتكتيك الفريق، سواء كلاعب أساسي أو ضمن خطة التدوير.
البناء من الخلف
أحد أبرز مزايا جويهي هي قدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط والقيام بتمريرات تخترق خطوط الخصم. على الرغم من أنه لعب في فريق دفاعي إلى حد كبير مثل كريستال بالاس، إلا أنه أظهر قدرة واضحة على التقدم بالكرة وتمريرها بدقة.
في الموسم الماضي، صنع فرصا بمعدل مرتفع نسبياً لمدافع، وكان من بين الأفضل في مركزه في الدوري من حيث التمريرات الطويلة والتمريرات القطرية.
كما يتميز بقدرته على المراوغة الآمنة وتجاوز ضغط المهاجمين، وهي صفات مهمة جدًا لفريق مثل ليفربول الذي يواجه ضغطًا عاليًا من الخصوم بشكل مستمر. قدرته على تنفيذ التمريرات القطرية الطويلة تشبه إلى حد كبير ما كان يقدمه فيرجيل فان دايك في سنواته الذهبية، ما يتيح لليفربول تنويع أساليب بناء الهجمة.
دفاعيا، جويهي مدافع يجيد المواجهات الثنائية الأرضية، ويعرف كيف يتمركز بشكل مثالي ليمنع المهاجمين من تجاوزه.
نادرا ما يتم تجاوزه بالمراوغة، ويقوم بقطع الكرات والتدخلات النظيفة دون أن يرتكب أخطاء.