مدينة الأقصر تعتبر واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، وخاصة بعد فوزها بلقب العاصمة الأولى للثقافة والتراث والسياحة على مستوى العالم. في إطار الاحتفالات بهذا اللقب المميز، استضافت المدينة المؤتمر الدولي الخامس عشر حول الاستدامة والتنمية المتقدمة، حيث نوقشت رؤى مبتكرة لتطوير القطاع السياحي والتراث الثقافي. أسفر المؤتمر عن توصيات تدعم تحول الأقصر إلى نموذج فريد للوجهات السياحية المستدامة، ما يعزز مكانتها كوجهة عالمية رائدة.
تحويل الأقصر إلى مدينة بيئية مستدامة
اهتم المؤتمر بجعل مدينة الأقصر نموذجًا للمدن الخضراء، من خلال دمج السياحة البيئية في رؤيتها التطويرية. يشمل ذلك إنشاء علامة تجارية جديدة تبرز هويتها كواحدة من أهم مراكز التراث العالمي، والترويج لها عبر حملات تسويقية مبتكرة. كما شُدد على أهمية تنويع المنتج السياحي المصري عبر تطوير المواقع الأثرية وربطها بالصحراء الشرقية.
تحسين البنية التحتية للمواصلات
أوصى الخبراء بتنفيذ مشروعات تطوير البنية التحتية، مثل إنشاء طريق مباشر يربط بين الأقصر ومرسى علم، وتأمين طريق الأقصر-أسوان الصحراوي. تهدف هذه الخطوات إلى تحسين حركة التنقل وتعزيز التكامل السياحي بين المدن والمناطق الأثرية، مما يسهم في رفع مستوى التجربة السياحية ويزيد من إقبال الزوار.
حماية وصيانة التراث العمراني
تضمنت التوصيات إنشاء صندوق وطني يهدف إلى حماية وصيانة المباني التراثية ذات القيمة التاريخية، بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية. يُمكن توظيف هذه المباني في مشاريع تخدم المجتمع، مثل إنشاء متاحف أو مراكز ثقافية، مع تعويض أصحابها بعدل. يهدف هذا الجهد إلى الحفاظ على هوية المدينة وضمان استدامة تراثها.
التكنولوجيا في خدمة التراث والسياحة
شدد المؤتمر على أهمية استخدام التكنولوجيا في التوثيق والترويج للتراث الثقافي اللامادي. من بين المقترحات إنشاء منصة رقمية وطنية تُبرز تراث المدينة، بما في ذلك الأزياء التقليدية، والمأكولات الشعبية، وغيرها. سيُسهم هذا المشروع في ترسيخ مكانة الأقصر كوجهة مستدامة تجمع بين الأصالة والابتكار.