طفرة رياضية كبيرة في المملكة وفقُا لرؤية السعودية 2030
تمثل الرياضة ركنًا من الأركان الأساسية التي تنطلق فيها رؤية السعودية 2030، لاسيما وأن الرياضة تمثل جزءًا من ثقافة المجتمع السعودي، الأمر الذي جعل القطاع الرياضي يحظى بدعم سخي من القيادة الرشيدة، لتعظيم الاستفادة منه بشكل أكبر في تعزيز النمو الاقتصادي، وصحة الأفراد وبناء مجتمع أكثر حيوية.
وتزامنًا مع الطفرة الرياضية في المملكة، جاء تأسيس وزارة الرياضة بدلًا من الهيئة العامة للرياضة عام 2020 ليفتح آفاقًا جديدة في القطاع الرياضية بالمملكة لتنطلق معه العديد من الاستراتيجيات والبرامج التي دشنت لمرحلة جديدة نحو المستقبل.
وشهد عام 2021 إطلاق العديد من البرامج والاستراتيجيات التي دشنت عهدًا جديدًا للرياضة السعودية، حيث تم إطلاق استراتيجية دعم الاتحادات الرياضية، وبرنامج تطوير رياضيي النخبة، وبرنامج “فخر” لتأهيل ذوي الهمم، وإطلاق برنامج “دبلوم إدارة التسويق والاستثمار الرياضي”، بالإضافة إلى تدشين استراتيجية دعم وتطوير الاتحادات الرياضية.
وشهد عام 2023 إطلاق سمو العهد استراتيجية تخصيص الأندية الرياضية، وكان المشروع الطموح الذي يعد أحد مستهدفات رؤية السعودية 2030، انطلق في مرحلة أولى شهدت تحول 4 أندية إلى شركات وهي الهلال، النصر، الاتحاد والأهلي لتكون مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، بجانب 4 أندية أخرى تم تحويلها إلى شركات ونقل ملكيتها إلى جهات تطويرية على النحو التالي:
– نادي القادسية لشركة أرامكو السعودية.
– نادي العلا للهيئة الملكية لمحافظة العلا.
– نادي الدرعية لهيئة تطوير بوابة الدرعية.
– نادي الصقور لنيوم.
ومع إطلاق مشروع التخصيص انطلقت الأندية الأربعة الكبرى نحو مستقبل جديد استهدفت فيه أبرز النجوم العالميين لترتفع القيمة السوقية للدوري روشن السعودي للمحترفين إلى أكثر من مليار يورو لأول مرة في تاريخ كرة القدم السعودية.
في المقابل فإن الأندية الأربعة الأخرى تمكنت بخطى متسارعة من تحقيق مستهدفاتها في وقت قياسي، إذ عاد نادي القادسية “المملوك لأرامكو السعودية” إلى دوري المحترفين كأحد أقوى أندية الموسم الجاري، كما تأهل إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
وتم تغيير اسم نادي الصقور إلى “نيوم” والذي صعد إلى دوري المحترفين لأول مرة في تاريخه وبات على موعد مع التتويج بلقب دوري يلو لأندية الدرجة الأولى للمحترفين.
وعلى خطى “نيوم” سار كل من الدرعية والعلا، واللذان تمكنا من الصعود إلى دوري يلو لأندية الدرجة الأولى الموسم المقبل، فيما حقق الدرعية لقب دوري الدرجة الثانية لأول مرة، بينما حل العلا في الوصافة، ويعد الناديان أبرز المرشحين للصعود إلى دوري المحترفين في الموسم بعد المقبل 2026-2027، وهو ما ينبئ بتغير خارطة الكرة السعودية في السنوات القليلة القادمة، في ظل الدعم الكبير لهذه الأندية التي تعمل وفق رؤية طموحة وشاملة للمنافسة ورفع مستوى كرة القدم السعودية.
ويعكس الزخم الكبير الذي أحدثه مشروع الخصخصة والرؤية الثاقبة في اختيار الأندية المستهدفة للتخصيص، ذلك التفاعل الكبير من الجماهير السعودية مع نهائي دوري الدرجة الثانية بين الدرعية والعلا، الاثنين، والذي أقيم على ملعب الأول بارك في الرياض، وشهد حضورًا جماهيريًا غفيرًا من جماهير الفريقين، في مشهد بدا كما لو أنه مباراة قمة في دوري المحترفين.
اللافت أن القفزة التي شهدتها المملكة رياضيًا، لم ترفع فقط من مستوى التنافسية، بل جعلت المملكة وجهة رائدة للرياضة عالميًا، كما أسهمت في تحقيق تأثير اقتصادي واجتماعي واسع النطاق، بوصفها بيئة حاضنة للاستثمار ومولدة للوظائف، مما يرسخ مكانة المملكة رياضي رائد في المنطقة والعالم.