ليفربول والتعلم من درس 2009 و 2015.. الحفاظ على النجوم يجلب الألقاب

عانى ليفربول كثيرًا من أجل العودة لمنصات التتويج، 30 عامًا بعيدًا عن لقب الدوري الإنجليزي، ولأول مرة يحققه بالمسمى الجديد في 2020، قبل أن يستعيده هذا الموسم.

تتويج ليفربول بالدوري الإنجليزي مرتين آخر 6 سنوات، دليل قاطع على أن ما كان يحدث في السابق، من التخلي على النجوم، أحد أسباب خسارة اللقب.

قبل مشروع يورجن كلوب الذي حوّل ليفربول تمامًا، كان الفريق الإنجليزي قريبًا من لقب الدوري الإنجليزي مرتين في 2009 و 2014، ولكنه ابتعد بعد ذلك.

ليفربول يفشل في الحفاظ على النجوم

الريدز في 2009، كان يمتلك قائمة قوية تحت قيادة رافائيل بينيتيز، وخسر لقب الدوري الإنجليزي بفارق 4 نقاط فقط عن مانشستر يونايتد، وبهزائم أقل من الشياطين الحمر.

موسم استثنائي بأقوى هجوم بـ 77 هدفًا، وثاني أقوى خط دفاع بـ 27 هدفًا مع 25 انتصار، وأرقام ممتازة لـ رافا مع الريدز.

16 هدفًا لـ ستيفن جيرارد و 14 هدفًا لـ فرناندو توريس، خط هجوم ناري بوجود النينو الإسباني مع بينانت، بالإضافة لـ ديريك كويت وريان بابل.

فرناندو توريس

وسط الملعب كانت قوته تكمن في ثلاثية ماسكيرانو وتشابي ألونسو والأسطورة ستيفن جيرارد، وخط الدفاع بـ سكيرتل وكاراجر مع دانيل أجير.

خسر ليفربول لقب الدوري الإنجليزي بعدما كان قريبًا من معانقة الذهب، ولكن خسارته ضد ميدلزبروه والتعادل التاريخي 4-4 مع أرسنال، بخر حلم الدوري، رغم عدم الخسارة خلال آخر 10 جولات.

بعد ذلك الموسم، رحل تشابي ألونسو وألفارو أربيلوا إلى ريال مدريد، مع أندريا دوسينا إلى نابولي، والتدعيمات لم تكن على ما يرام، من خلال ضم جلين جونسون وألبيرتو أكويلاني.

رافا بينيتيز – (المصدر:gettyimages)

موسم 2009-2010 التالي، حل ليفربول في المركز السابع، ومن ثم رحل فرناندو توريس إلى تشيلسي، ولحق به خافيير ماسكيرانو إلى برشلونة، مع مغادرة راين بابل أيضًا.

ليفربول تمكن من تعويض توريس بالتعاقد مع لويس سواريز من أياكس، وأندي كارول من نيوكاسل، كأغلى صفقة في تاريخ النادي بذلك الوقت مقابل 41 مليون يورو.

واصل ليفربول المعاناة ليحل في المركز السادس الموسم التالي، ليظل الريدز بعيدًا عن المراكز الأربعة الأولى حتى يأتي موسم 2013-2014.

مع ضم لاعبين مثل كولو توري وفيكتور موسيس مع مامادو ساخو، بالإضافة للحارس سيمون مينيوليه، وقبل ذلك دانيل ستوريدج وجو ألين مع جوردان ندرسون، كان ليفربول يُبنى مع براندن رودجرز ليكون بطلًا.

في ذلك الموسم، خسر الريدز اللقب في الجولات الأخيرة بعد انزلاق جيرارد الشهير، وفاز مانشستر سيتي بفارق نقطتين فقط، بعدما حقق الريدز 84 نقطة.

براندن رودجرز

تكرار الأمر يؤدي لنفس النتيجة

ليفربول في الصيف التالي، رحل عنه لويس سواريز ودانيل أجير، وبيبي رينا، وأنفق أموالًا في ضم ثلاثي ساوثهامبتون لالانا ولوفرين ووريكي لامبرت، مع ماريو بالوتيلي من ميلان.

Stunning from Suarez @LuisSuarez9 opened the scoring with a lovely volley as the Reds beat Cardiff 3-1 at Anfield in 2013 pic.twitter.com/uluipECcSe

— Liverpool FC (@LFC) December 21, 2024

أكثر من 150 مليون يورو أنفقها ليفربول لتعاقداته، ولكنه فشل في دوري أبطال أوروبا وخرج من دور المجموعات.

رحيل سواريز كان كارثيًا على ليفربول، الذي عانى مع براندن رودجرز موسم تلو الآخر، ولم يتمكن من التأهل لـ دوري أبطال أوروبا، قبل ان يرحل ستيفن جيرارد ورحيم ستيرلينج، وظلت الأموال تُنفق في لاعبين مثل داني إنجز وكريستيان بينتكي، ولكن بين كل هؤلاء انضم روبرتو فيرمينو.

في الموسم التالي، تمت إقالة براندن رودجرز، وجاء يورجن كلوب في أكتوبر 2015، ليبدأ رحلته مع ليفربول، ويصحح جميع أخطاء الماضي.

كلوب وعد فأوفى .. ليعود ليفربول

في مؤتمره الصحفي الأول طلب الصبر على مشروعه 3 سنوات ومن ثم يبدأ المنافسة على الألقاب، ومع مرور الوقت، بدأ ليفربول في ضم لاعبين مثل جويل ماتيب وساديو ماني وفينالدوم ولوريس كاريوس، مع رحيل بينتكي وألين وساخو، ثم في الميركاتو الثاني لـ كلوب، ضم محمد صلاح وروبرتسون وتشامبرلين وفان دايك ما بين الصيف والشتاء، رغم رحيل فيليب كوتينيو ولوكاس ليفا.

يورجن كلوب (المدير الفني لنادي ليفربول)

في الموسم نفسه، تمكن ليفربول من الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا رغم المعاناة في الدوري موسم 2017-2018.

خسر ليفربول البطولة بسبب أخطاء الحارس كاريوس، ليتعاقد النادي في الصيف التالي مع أليسون بيكر ونابي كيتا وفابينيو، مع شيردان شاكيري، ولم يتخل عن أي نجم.

يصل ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، ويفوز باللقب على حساب توتنهام، ويخسر الدوري الإنجليزي بفارق نقطة واحدة فقط رغم الوصول لـ 97 نقطة.

في الموسم التالي، يثأر ليفربول ويفوز بالدوري الإنجليزي بفارق 18 نقطة عن الثاني مانشستر سيتي، وبتحقيق 99 نقطة، مع فريق لم يتم تدعيمه فقط سوى بـ مينامينو، وظل يحافظ على النجوم.

الحفاظ على النجوم كما قلنا يجلب البطولات، وهو ما فعله ليفربول بالفعل، وتعلم من درس 2009 و 2015.

كان ليفربول قريب في المرتين، وخسر اللقب ومن ثم تفكك الفريق، ورحل عدد كبير من النجوم، ولكن هذه المرة رغم سقوط كلوب وخسارته دوري الأبطال ومن ثم الدوري، عاد وفاز بالأولى وفي العام التالي فاز بالدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة في تاريخ الريدز.

محمد صلاح – ليفربول (المصدر:Gettyimages)

في موسم 2021-2021 تكرر الأمر، وخسر ليفربول الدوري الإنجليزي بفارق نقطة لصالح مانشستر سيتي رغم الوصول لـ 92 نقطة، مع استمرار الحفاظ على النجوم بل والتدعيم من خلال ضم ديوجو جوتا وتياجو ألكانتارا، ثم لويس دياز وإبراهيما كوناتي.

بمجرد أن يرحل لاعب ينضم آخر باستراتيجية ممتازة من مايكل إدواردز ويورجن كلوب.

خسر ليفربول لقب دوري أبطال أوروبا 2022 أمام ريال مدريد، ليرحل عن الفريق ساديو ماني ومينامينو، لكن يبقى الريدز محافظًا على نجومه ويدعم من خلال ضم داروين نونيز.

سلوت يسير على نهج كلوب

رحل يورجن كلوب بعد نهاية الموسم الماضي، لكنه ترك فريقًا جاهزًا لـ سلوت، بضم لاعبين مقابل 172 مليون في آخر فترتي انتقالات للمدرب الألماني.

يأتي الهولندي ويبني على ما تركه كلوب، يحقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمه الأول وبدون أي تعاقدات، ولكن الأهم هو الحفاظ على النجوم.

لم يرحل محمد صلاح بعد خسارة ليفربول دوري أبطال أوروبا أو الدوري الإنجليزي مثلما حدث مع سواريز وتوريس قبل ذلك.

Just Mo Salah and his throne pic.twitter.com/Ljgndjw31d

— Liverpool FC (@LFC) April 11, 2025

ولم يغادر أي لاعب إلا وكان بديله جاهزًا وحاضرًا، مثلما جاء لويس دياز قبل أن يغادر ساديو ماني، وجاء سوبوسلاي وماك أليستر مع رحيل جوردان هندرسون وفابينيو.

الآن يستمر ليفربول في الحفاظ على نجومه، بتجديد عقد محمد صلاح، ثم فيرجيل فان دايك، وتأمين مستقبل عدد كبير من نجوم الريدز.

close