كشف رصد لـ “مال” عن انخفاض نسبته 10% لأسعار السكر العالمية خلال شهر أبريل الجاري لتقترب أسعاره من أدنى مستوى لها هذا العام وسط توقعات بتحسن الإنتاج في البرازيل – أكبر مصدر للسكر في العالم – وعودة الهند لسوق الصادرات العالمية بقوة هذا الموسم بتصدير نحو مليون طن، واستمرار الارتفاع في صادرات تايلاند – ثاني أكبر مصدر في العالم -، فيما تشير البيانات المحلية إلى استمرار الاستقرار في الأسعار بعيداً التذبذبات الشديدة التي شهدتها الأسواق العالمية في العامين الأخيرين.
ووفقا للرصد انخفض المتوسط العالمي لسعر السكر ليسجل نحو 500 دولارا للطن (بدون شحن) هذا الأسبوع مقابل نحو 450 دولار للطن بداية شهر أبريل الجاري، لتعود الأسعار مرة أخرى بعد أن شهدت ارتفاعات في شهر فبراير الماضي انهت على أثرها سلسلة من الانخفاضات التي امتدت منذ الاسبوع الاخير من شهر سبتمبر 2024 الذي سجلت فيه مستوى قياسي عند 600 دولار للطن على خلفية مخاوف تراجع الإنتاج في البرازيل – أكبر منتج ومصدر في العالم – نتيجة للجفاف والحرائق التي ضربت المناطق الزراعية في الوقت الذي حظرت فيه الهند صادرات السكر العام الماضي نتيجة لتراجع الانتاج وعدم وضوح الرؤية للعام 2025.
وعلى الصعيد المحلي ووفقا لبيانات الهيئة العامة للاحصاء تشهد أسعار السكر في السوق المحلية استقرارا اذ
سجل متوسط سعر سكر (الأسرة) للعبوة 10 كيلوجرام نحو 42 ريال في مارس الماضي مقابل نحو 44 ريال في شهر يناير الماضي أي بانخفاض 4.5%، وعلى مستوى سنوي انخفضت اسعاره في شهر مارس الماضي (أخر بيان صادار عن هيئة الاحصاء) بنحو 1% في مؤشر على الاستقرار النسبي الذي تشهده السوق المحلية للسكر.
وعالميا ووفق لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة (الفاو) تراجع المؤشر العالمي لأسعار السكر بحو 12.4% في شهر مارس الماضي ليسجل 116.9 نقطة مقابل 133.4 نقطة في مارس 2024، ليعكس الانخفاض الحالي في الأسعار بعد ان سجل المؤشر أعلى مستوى قياسي سنوي له في العام 2023 عند 145 نقطة.
وتستورد المملكة نحو 1.8 مليون طن سكر سنويا، ويتم استيراد معظم واردات المملكة من البرازيل كونها أكبر مصدر في العالم، كما يتم الاستيراد من تايلاند واستراليا وجواتيمالا والتي لم تفرض قيود على صادراتها من السكر.
وتعد البرازيل أكبر منتج ومصدر للسكر في العالم حيث تستحوذ على نحو 50% من الصادرات العالمية، وتليها تايلاند بـ 13%، ثم الهند 4% والتي قد تعود بعد إلغاء حظر التصدير لتأتي كثاني أكبر مصدر بعد البرازيل. والذي فقدته لصالح تايلاند خلال العامين الأخيرين نتيجة للقيود التي فرفرضتها الهد على صادرات السكر نتيجة لتراجع الانتاج المحلي ومكافحة التضخم محلياً، إلا أن تحسن الطقس والانتاج في الهند هذا العام دفع الحكومة للإعلان عن تصدير مليون طن وسط شكوك من قبل المالمتابعين في السوق بأن تصل الصادرات هذا العام إلى نحو 700 ألف طن.
يذكر أن إلغاء الهند حظر تصدير السكر قاد أسعاره العالمية لإنخفاض نسبته 32% خلال العام الماضي 2024 على الرغم من المخاوف التي سيطرت على السوق نتيجة لموجة الجفاف التي خيمت على المحصول في البرازيل، أكبر منتج ومصدر للسكر في العالم، إلا أن توقعات التحسن في انتاج البرازيل قاد الأسعار للانخفاض خلال ابريل الجاري.
ووفقا لبيانات منظمة السكر العالمية فإن الإنتاج العالمي من السكر هذا الموسم 2025/2024م متوقع أن يكون عند نحو 175 مليون طن انخفاضا من نحو 181.4 مليون طن الموسم الماضي، في الوقت الذي من المتوقع أن يرتفع فيه الاستهلاك العالمي إلى نحو 180.4 مليون طن هذا الموسم، مقابل نحو 180 مليون طن الموسم الماضي، وبالتالي فإن هناك عجز في الانتاج لمواجهة الاستهلاك العالمي يقدر بنحو 2.5 مليون طن سيتم سحبها من المخزونات العالمية والتي ستواصل انخفاضها للموسم الثاني على التوالي إلى نحو 93.6 مليون طن.