في الأول من مايو من كل عام، يحتفل الأقباط في مصر والعالم بعيد استشهاد الشهيد العظيم مار جرجس الروماني، الذي خلدته الكنيسة القبطية وكل الكنائس المسيحية باعتباره رمزًا للشجاعة والثبات على الإيمان. قصة مار جرجس ليست مجرد حكاية تاريخية، بل هي درس في الإيمان والصمود أمام أقوى قوى الأرض. هذا المقال سيكشف لك تفاصيل لم تكن تعرفها عن الفارس الذي تحدى الإمبراطور الروماني ودفع حياته ثمنًا لإيمانه.
من هو مار جرجس الروماني؟
مار جرجس الروماني، الذي وُلد في كبادوكيا (التي تقع حاليًا في تركيا)، كان في الأصل من أسرة نبيلة. نشأ في بيئة مسيحية قوية، وكان له دور كبير في الجيش الروماني حيث وصل إلى مرتبة عالية كقائد في جيش الإمبراطورية. لكن، ما جعل اسمه يتردد في تاريخ المسيحية هو موقفه الثابت تجاه إيمانه.
كان مار جرجس يحمل في قلبه إيمانًا عميقًا بالسيد المسيح، ما دفعه للقيام بخطوات جريئة رغم كونه في صفوف الإمبراطورية الرومانية التي كانت تعتبر المسيحية تهديدًا لنفوذها.
قصة تحدي مار جرجس للإمبراطور دقلديانوس
في عصر الإمبراطور دقلديانوس، كانت المسيحية تُواجه قمعًا كبيرًا. أصدر الإمبراطور مرسومًا يقضي بعبادة الآلهة الرومانية من قبل جميع المواطنين في الإمبراطورية. وكان هذا المرسوم جزءًا من حملة ضخمة لفرض السيطرة على الدين في الإمبراطورية.
في هذه الأجواء القمعية، رفض مار جرجس التراجع عن إيمانه المسيحي وقرر تحدي الإمبراطور علنًا. عندما رأى المرسوم، قام بتقطيعه أمام الجموع، معلنًا تحديه للإمبراطور ورفضه لعبادة الآلهة الرومانية.
العذابات التي تحملها مار جرجس
بعد تحديه الصريح للإمبراطور، بدأ مار جرجس في معاناة غير عادية. تعرض لعدة محاولات قتل وتعرض لتعذيب وحشي استمر لسنوات طويلة، لكنه لم يرضخ أبدًا. مر مار جرجس بتعذيب جسدي ونفسي لم يتخيله أحد، وذُكر أنه في ثلاث مناسبات مختلفة، وصل إلى حافة الموت، لكن الله كان ينقذه في كل مرة.
في النهاية، بعدما فشل الإمبراطور في إقناع مار جرجس بالتخلي عن إيمانه، أمر بقطع رأسه في عام 307م، ليصبح بذلك شهيدًا في سبيل المسيح.