السيسي يلقن ترامب درسًا في السيادة رد قاطع بعد محاولة تمرير السفن مجانًا عبر قناة السويس وول ستريت تكشف تفاصيل المكالمة النارية بينهم ماذا دار بينهم؟

السيسي وترامب .. في تطور أثار جدلًا واسعًا على الساحة الدولية، كُشف مؤخرًا عن طلب تقدم به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، يطالبه فيه بالسماح بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس دون دفع الرسوم المعمول بها. هذا الطلب الذي تناولته صحيفة “وول ستريت جورنال” أثار تساؤلات عديدة حول خلفياته، وطرق تعاطي القيادة المصرية معه، خاصة في ظل التغيرات التي تشهدها العلاقات الدولية وملامح التحالفات العالمية في ذلك الوقت.

ورغم محاولات ترامب تقديم هذا المطلب في سياق التعاون العسكري والدعم المتبادل، فإن الرد المصري جاء حازمًا وصريحًا، رافضًا أي تجاوز للسيادة المصرية أو الإخلال بالأنظمة القانونية المتبعة في واحدة من أهم الممرات المائية في العالم.
 

ترامب يطلب المرور المجاني للسفن الأمريكية في قناة السويس

بحسب ما ورد في تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن الرئيس دونالد ترامب تقدم بطلب رسمي خلال اتصال هاتفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، طالب فيه بمنح السفن العسكرية الأمريكية امتياز المرور المجاني عبر قناة السويس. جاء هذا الطلب كجزء من استراتيجية ترامب لتقليل الأعباء العسكرية والمالية التي تتحملها الولايات المتحدة في نزاعات إقليمية مثل الحرب في اليمن، حيث سعى إلى حشد دعم الحلفاء الإقليميين للمساعدة في مواجهة الحوثيين.

ترامب رأى أن منح السفن الأمريكية حق المرور دون رسوم في قناة السويس قد يُسهم في تعزيز هذا الدعم وتخفيف العبء عن الميزانية الأمريكية، خاصة في ظل تصاعد التوترات في البحر الأحمر والمنطقة المحيطة.
 

السيسي يرفض المطلب ويتمسك بالسيادة والقانون الدولي

المفاجأة جاءت من الرد المصري الذي لم يتأخر، حيث أكدت المصادر أن الرئيس السيسي كان واضحًا في رفضه للطلب الأمريكي، مشددًا على أن قناة السويس تخضع لقوانين دولية ولوائح صارمة لا يمكن تجاوزها أو استثناء أي طرف منها. السيسي أبلغ الإدارة الأمريكية أن مصر تحرص على تطبيق العدالة في التعامل مع جميع الدول، وأنه لا يمكن تقديم امتيازات خاصة لدولة دون غيرها، حتى لو كانت هذه الدولة حليفًا استراتيجيًا.

كما أكد السيسي أن مصر تؤمن بالتعاون والشراكة مع القوى الكبرى، ولكن ليس على حساب سيادتها الوطنية أو القوانين التي تحكم مؤسساتها. وأشار إلى أن قناة السويس تمثل موردًا اقتصاديًا مهمًا لا يمكن التفريط في عوائده، وأن العدالة والشفافية هما أساس التعامل مع الجميع.
 

تفاعل شعبي واسع بعد الإعلان عن موقف السيسي

رد السيسي الصارم على الطلب الأمريكي أثار ردود فعل واسعة داخل مصر وخارجها، حيث تفاعلت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي مع الخبر بشكل كبير. وعبّر العديد من المصريين عن فخرهم بموقف الرئيس الذي وصفوه بـ”السيادي”، واعتبروه دفاعًا صريحًا عن مصالح البلاد وكرامتها الوطنية.

في المقابل، رأى البعض أن رفض الطلب قد يُفهم على أنه تفويت لفرصة دبلوماسية كان يمكن توظيفها بشكل يخدم المصالح المشتركة بين البلدين، خاصة في ظل التعاون العسكري والاستراتيجي الممتد بين القاهرة وواشنطن.
 

 

قناة السويس.. ممر حيوي في قلب المعادلات الدولية

تظل قناة السويس واحدة من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث تمر من خلالها نسبة كبيرة من تجارة النفط والبضائع العالمية. وتُعد القناة مصدرًا رئيسيًا للدخل القومي المصري، لذلك فإن أي قرارات تتعلق بها تُعامل بأقصى درجات الحذر، بما يضمن استمرارية عائداتها ويصون دورها الحيوي في الاقتصاد الوطني.

كما أن القناة تخضع لاتفاقيات دولية تحفظ حرية الملاحة، ولكنها في الوقت ذاته تضمن لمصر حق تحصيل الرسوم والتنظيم الإداري، ما يجعل من طلب ترامب استثناءً غير مقبول، لأنه يتجاوز الإطار القانوني والسيادي المعمول به.

جدير بالذكر ان الموقف الحازم الذي اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي برفض طلب ترامب السماح بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس دون رسوم، يُعد تجسيدًا واضحًا لسيادة القرار المصري واستقلالية توجهاته. لقد أعادت هذه الحادثة التأكيد على أن المصالح الوطنية والالتزام بالقانون الدولي يأتيان في مقدمة أولويات القيادة المصرية، حتى في مواجهة مطالب تأتي من أكبر قوى العالم. ويعكس هذا الموقف نهج مصر الثابت في الدفاع عن مؤسساتها السيادية، ورفضها لأي ضغوط يمكن أن تمس حقوقها أو مصالح شعبها.

 

close