في واحدة من القصص النادرة التي تجمع بين الإيمان بالعلم والتسامح الديني، برز اسم كريستين زاهر حنا، الأستاذة القبطية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة بورسعيد، كرمز حقيقي لتقاطع الأديان في ساحة العلم والبحث. لم يكن طريقها مفروشًا بالورود، لكنها أثبتت أن الشغف بالمعرفة يمكن أن يتجاوز كل الحواجز، حتى الدينية منها.
من هي كريستين زاهر حنا؟
كريستين زاهر حنا سيدة مصرية قبطية قررت أن تخوض تحديًا غير مسبوق؛ حيث تخصّصت في تدريس العلوم الإسلامية داخل كلية الدراسات الإسلامية. بدأ حلمها في عام 2002، عندما تقدّمت بطلب للتعيين كمعيدة في الكلية، وهو ما قوبل بدعم استثنائي من شيخ الأزهر آنذاك، الدكتور محمد سيد طنطاوي.
العبارة التي كتبها شيخ الأزهر على طلبها كانت نقطة التحول في مسيرتها:
“حقًا وعدلًا تتخذوا تجاه كريستين ما ترونه لازمًا”
سبع كلمات فقط كانت كفيلة بأن تفتح أمامها أبوابًا كانت مغلقة تمامًا أمام غير المسلمين.
موقف الكنيسة والأقباط من قرار كريستين زاهر حنا
وعن موقف الكنيسة والأقباط من قرار التحاقها بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، قالت كريستين زاهر حنا:
“قوبلت بتشجيع من الكنيسة وترحاب منقطع النظير، ووجدت دعمًا كبيرًا من أقاربي المسيحيين وعلى رأسهم أبي وزوجي. الجميع كان يرى أنني أقدم على أمر جريء وتجربة قوية طلبًا للعلم والمحبة. وعلى الرغم من انبهارهم بالقرار، إلا أن كل من حولي عبّر عن احترامه الشديد لتجربتي وتقديره لرسالتي.”