في إطار اهتمامنا المستمر بالعملية التعليمية عبر برامجنا الإذاعية، ظللنا نناقش واقع التعليم في ليبيا منذ سنوات، حيث تطرقت برامجنا إلى التحديات التي يواجهها القطاع، من المراحل الأساسية إلى الجامعية، ولا نزال نناقش هذا الملف الحيوي بإيماننا العميق بأن التعليم هو مفتاح أي نهضة حقيقية.
منذ عام 1995، كانت العملية التعليمية في ليبيا تمثل تحديًا متزايدًا، حيث تراجع المستوى بشكل ملحوظ نتيجة لتراكمات متعددة بدءًا من سوء الإدارة إلى قلة التطوير في المناهج. ورغم محاولات تحسين الوضع بإدخال المنهج السنغافوري، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتطوير البيئة التعليمية بشكل شامل.
في ظل هذا التراجع، أصبح من الواضح أن التعليم في ليبيا بحاجة إلى استراتيجية وطنية مدروسة، ترتكز على احتياجات المجتمع وتواكب التطورات العالمية. التعليم اليوم ليس مجرد مرحلة دراسية، بل هو أساس بناء المجتمع ودعامة الاستقرار والتنمية الوطنية.
علاوة على ذلك، أصبح من الضروري أن يواكب التعليم أحدث التقنيات التكنولوجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لكي يتمكن الطالب أو التلميذ من المشاركة الفعالة في إنتاج المعرفة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر بيئات تعليمية ذكية، تمكن الطلاب من التعلم بشكل مخصص يناسب قدراتهم واهتماماتهم، ويعزز من قدرة المعلمين على متابعة تقدم الطلاب وتقديم المساعدة المناسبة في الوقت المناسب.
وفي سبيل البحث عن حلول لإنهاء أزمتنا الليبية، فإننا نركز على الابتعاد عن التعمق في السياسة التي قد اشبعت بحثًا ونقاشًا وحديثًا، وابتعادًا عن الجدالات السياسية التي لا تساهم في إيجاد الحلول العملية. نأمل أن يكون هذا الموضوع – الذي يمثل قاسمًا مشتركًا لنا جميعًا – نقطة انطلاق لتوافق شامل، مع احترام تعدد الآراء التي يجب أن تصب في الإضافة المفيدة.
التعليم في ليبيا قضية وطنية، وحلها لا يكون إلا بتعاوننا جميعًا دون الانشغال بالمناكفات السياسية التي أضاعت الكثير من الوقت.
مقترحات إصلاحية:
إرادة سياسية جادة لإصلاح التعليم.
استراتيجية وطنية للتعليم تبدأ من المرحلة الأساسية وحتى التعليم العالي.
تعيين وزراء أكفاء بعيدًا عن المحاصصة.