من مخلفات لمنتجات.. مدارس التعليم الفنى أسيوط تبدأ الاستفادة من الرواكد الحكومية


في خطوة جديدة تعكس توجه الدولة نحو الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، بدأت محافظة أسيوط تنفيذ مبادرة طموحة تهدف إلى جمع الرواكد الخشبية والمخلفات الصلبة من جميع المؤسسات الحكومية بالمحافظة، ونقلها إلى مدارس التعليم الفني لإعادة تدويرها والاستفادة منها في تصنيع منتجات جديدة تخدم المجتمع وتحقق عائدًا اقتصاديًا ملموسًا.

تأتي هذه الخطوة في إطار رؤية متكاملة تتبناها المحافظة لتعزيز مفهوم “الاقتصاد الدوار”، وتقليل الفاقد من المواد الصلبة، وتوفير خامات بديلة تدعم العملية التعليمية في المدارس الفنية، مع ترشيد الإنفاق العام.


تحويل النفايات إلى موارد


بقول اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، في تصريح خاص إن الهدف من هذه المبادرة ليس فقط التخلص من الرواكد والمخلفات، بل تحويلها إلى قيمة مضافة يستفيد منها المجتمع. بدأنا بالفعل حصر الرواكد داخل دواوين المؤسسات الحكومية، وتم التنسيق مع مديرية التربية والتعليم – التعليم الفني، لتسلم هذه الرواكد والعمل على إعادة تدويرها، بما يحقق نفعًا تعليميًا واقتصاديًا في آن واحد”.

وأشار المحافظ إلى أن المبادرة تأتي في ضوء توجيهات الدولة بضرورة ترشيد الإنفاق الحكومى واستغلال كافة الموارد المتاحة، مضيفًا أن المبادرة توفر  آلاف الجنيهات التي كانت تُهدر في التخلص من هذه المخلفات أو تُترك دون استفادة، ونمنح طلاب التعليم الفني فرصة تطبيق عملي فعلي على مهاراتهم، وننتج منتجات يمكن الاستفادة منها داخل المؤسسات أو تسويقها لاحقًا

وفي ختام حديثه، دعا محافظ أسيوط جميع المواطنين والمؤسسات الخاصة للمشاركة في المبادرة، سواء من خلال التبرع بالرواكد أو عبر المساهمة في التوعية بأهمية إعادة التدوير، مؤكدًا أن المشروع سيتوسع تدريجيًا ليشمل كل القطاعات، في إطار خطة طموحة لتحويل أسيوط إلى نموذج يُحتذى به في الإدارة الذكية للموارد.


التعليم الفني في قلب المبادرة


من جانبه، أكد محمد النمر، مدير عام التعليم الفني بمحافظة أسيوط، أن المبادرة تمثل فرصة ذهبية لتطوير مهارات الطلاب، وربط التعليم الفني بسوق العمل الفعلي، مشيرًا إلى أن المدارس الفنية بالمحافظة بدأت بالفعل في استقبال الدفعات الأولى من الرواكد الخشبية والمخلفات، والعمل على فرزها وتصنيفها تمهيدًا لإعادة تدويرها.


ويقول النمر أن المبادرة ستُحدث نقلة نوعية في التدريب العملي داخل المدارس الفنية. طلابنا سيعملون على تصنيع أثاثات مكتبية، وأعمال نجارة، وبعض الأدوات المدرسية التي يمكن استخدامها داخل المدارس أو الجهات الحكومية. كما ندرس إمكانية إقامة معارض دورية لعرض المنتجات الناتجة عن إعادة التدوير.”


فوائد متعددة وتأثير ممتد


لا تقتصر فوائد المبادرة على الجانب الاقتصادي أو البيئي فحسب، بل تمتد لتشمل الجانب التعليمي والمجتمعي، حيث توفر بيئة حقيقية للتدريب العملي داخل المدارس الفنية، وتعزز من قيمة العمل الحِرفي، وتغرس لدى الطلاب مفاهيم الحفاظ على البيئة والاستغلال الرشيد للموارد.

كما تساهم المبادرة في تقليل أعباء التخلص من المخلفات على المؤسسات الحكومية، وتساعد في تخفيض كميات المخلفات التي تصل إلى المدافن أو يتم حرقها بشكل عشوائي، وهو ما ينعكس إيجابًا على البيئة والصحة العامة.

close