واقع التعليم في فلســـــطين: تحديات وآمال

أمد/ من أهم الحقوق الأساسية التي تسعى الشعوب إلى الحفاظ عليها وتطويرها هو حق التعليم، غير أن الواقع التعليمي في فلسطين يواجه ظروفًا صعبة واستثنائية، فرضها الاحتلال الإسرائيلي، والانقسام السياسي، والأزمات الاقتصادية متتالية. وفي الضفة الغربية، تُجبر الحواجز العسكرية الطلاب على قطع مسافات طويلة وخطرة ؛ للوصول إلى مدارسهم، وغالبًا ما يتعرضون لتأخير أو التفتيش أو حتى الاعتقال. أما في القدس، فتعاني المدارس الفلسطينية من سياسات تهويد تهدف إلى فرض المناهج الإسرائيلية وإضعاف الهوية الوطنية.كما أن رواتب المعلمين غير منتظمة، مما يؤدي إلى الإضرابات المتكررة التي تعطل العملية التعليمية عندما يُضرب المعلمون أو يُجبرون على التغيب بسبب تأخر الرواتب أو عدم كفايتها، تتعطل الدراسة، ما يؤدي إلى خسارة أيام دراسية مهمة يصعب تعويضها.
بالإضافة إلى أن الإضرابات المتكررة تؤدي إلى فجوات تعليمية لدى الطلاب، ويواجه الكثير منهم صعوبة في مواكبة المناهج، خاصة في المواد الأساسية، مما يجعل الطلاب يفقدون الحافز للاستمرار في التعليم حينما يشعرون بعدم الاستقرار أو انعدام الجدوى، ما يزيد من خطر التسرب المدرسي ، كما أن الشعور بعدم الأمان والاستقرار داخل المدرسة يؤثر على الصحة النفسية للطلاب، ويخلق لديهم إحساسًا بالإحباط أو الغضب أو عدم الثقة بالنظام التعليمي.
وقد تدفع الأزمة بعض المعلمين المتميزين إلى ترك المهنة أو البحث عن فرص عمل خارج القطاع التعليمي أو خارج البلاد، مما يؤدي إلى نقص في المعلمين المؤهلين.
وعلى الرغم من كل هذه التحديات والصعوبات وعدم الشعور بالأمان والأمن، يواصل الطلاب الفلسطينيون رحلتهم في طلب العلم والتعلم بإرادة قوية، ويحقق كثير منهم نتائج مبهرة على مستوى العالم، سواء في المسابقات الدولية أو في الجامعات العالمية. ويُعد ذلك شهادة حية على صمود هذا الشعب وإيمانه بالعلم كطريق للتحرر وبناء المستقبل.”التعليم في فلسطين ليس مجرد مسيرة أكاديمية، بل هو معركة يومية ضد الاحتلال والظروف القاهرة. ومليء بالتحديات الكبيرة والمعقدة ، التي تؤثر بشكل مباشر على التعليم،ومن واجب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية أن تدعم هذا الحق، وتوفر للطلبة الفلسطينيين بيئة تعليمية آمنة تحفظ كرامتهم وتمنحهم فرصة حقيقية للحياة.
ويلتحق أكثر من 806,360 طالبا وطالبة بالعام الدراسي 2024-2025، في 2459 مدرسة حكومية وخاصة وتابعة لوكالة الغوث “الأونروا”، في الضفة الغربية بما فيها القدس، ويتلقون تعليمهم على يد 51,447 معلما ومعلمة، وفقا لبيانات صادرة عن وزارة التربية والتعليم العالي.”

close