“عميل سري” يتسلل إلى هاتفك ويهدد خصوصيتك.

لندن-راي اليوم
في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية امتداداً لحياتنا اليومية، تحولت الكاميرا من أداة للتوثيق إلى ثغرة محتملة تفتح باب التجسس على خصوصياتنا. ما يبدو جهازاً شخصياً آمناً، قد يتحول في أي لحظة إلى نافذة مفتوحة على حياتنا من دون علمنا، في ظل تطور أساليب القراصنة الإلكترونيين واستخدامهم لتقنيات متقدمة في اختراق الهواتف.
الكاميرا.. أداة تجسس خفية
يشير الدكتور محمد محسن رمضان، خبير الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تصاعداً في استخدام برمجيات خبيثة تُعرف باسم Spyware Camera Malware، وهي مصممة خصيصاً لاختراق كاميرات وميكروفونات الهواتف الذكية والتجسس على المستخدمين بسرية تامة.
وغالباً ما تتخفى هذه البرمجيات في تطبيقات تبدو غير ضارة، مثل برامج تحرير الصور، أو تحسين جودة الكاميرا، أو تطبيقات التصوير الليلي. لكن بمجرد تثبيت التطبيق، تمنح هذه البرمجيات لنفسها صلاحيات واسعة تشمل الوصول إلى الكاميرا، والميكروفون، والموقع الجغرافي، وحتى الملفات الشخصية على الهاتف.
أمثلة واقعية: عندما يتحول الهاتف إلى عين خفية
من أبرز هذه البرمجيات تطبيق “PhoneSpy”، الذي يستهدف أجهزة أندرويد ويتنكر بأسماء تطبيقات مفيدة، لكنه يقوم بالتقاط الصور والفيديوهات سرا، بالإضافة إلى جمع الرسائل وسجلات المكالمات. أما “Pegasus” فهو واحد من أخطر أدوات التجسس، وقد استخدم لاختراق أجهزة نشطاء وصحافيين حول العالم، دون أن يُكشف أمره بسهولة.
ويحذر رمضان من أن بعض هذه البرمجيات قادرة على تشغيل الكاميرا دون أن يضيء مؤشر “LED”، ما يعني أن المستخدم لا يشعر أبداً بأن هاتفه يتجسس عليه.
أسباب تفشي الهجمات
بحسب الخبير السيبراني، فإن سهولة اختراق الهواتف تعود إلى عدة عوامل:
الثقة الزائدة في التطبيقات: المستخدمون نادراً ما يتحققون من الصلاحيات التي تطلبها التطبيقات عند التثبيت.
استخدام أنظمة تشغيل قديمة: عدم تحديث النظام يعرض الجهاز لثغرات أمنية.
تحميل تطبيقات من مصادر غير موثوقة: مثل روابط في رسائل مشبوهة أو متاجر خارجية.
كيف تحمي نفسك؟
للوقاية من هذا النوع من التجسس، يقدم الدكتور رمضان 7 نصائح عملية:
حمّل التطبيقات من المتاجر الرسمية فقط (Google Play أو App Store).
راجع صلاحيات التطبيقات يدوياً، وامنع غير الموثوق منها من الوصول إلى الكاميرا والميكروفون.
استخدم برامج حماية موثوقة مثل Kaspersky أو Bitdefender.
حدث نظام تشغيل الهاتف بانتظام لسد الثغرات الأمنية.
غطِّ الكاميرا عند عدم استخدامها باستخدام شريط مخصص أو غطاء بسيط.
راقب استهلاك البطارية والبيانات، فارتفاعها المفاجئ قد يشير إلى نشاط خبيث.
تجنب الروابط والملفات المشبوهة التي تصلك عبر وسائل التواصل.
لم تعد حماية الخصوصية أمراً مفروغاً منه في عصر التقنية الذكية، بل أصبحت مسؤولية فردية. والوعي هو السلاح الأول في مواجهة المخاطر الإلكترونية، خصوصاً تلك التي تستهدف حياتنا من خلال الكاميرا التي نحملها في جيوبنا. فاحذر قبل أن تتحول لحظة توثيق إلى لحظة تجسس.

close