فضيحة انتقالات.. عندما اخترق وست هام القانون في صفقة كارلوس تيفيز

في واحدة من أكثر القضايا جدلًا في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، تورّط نادي وست هام يونايتد في فضيحة قانونية هزّت أركان الكرة الإنجليزية، بعدما أتم صفقة انتقال الثنائي الأرجنتيني كارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو إلى ملعب أبتون بارك في صيف عام 2006.

في البداية، بدت الصفقة مغرية ومفاجئة في آنٍ واحد، فالنادي اللندني نجح في جلب نجمين من كورينثيانز البرازيلي، لكن ما لم يظهر على السطح حينها هو أن حقوق اللاعبين لم تكن مملوكة للنادي البرازيلي وحده، بل كانت خاضعة لشركة استثمارية مرتبطة بوكيل أعمالهما كيا جورابشيان، ما مثّل خرقًا صريحًا لقوانين الدوري الإنجليزي بشأن “ملكية الطرف الثالث”.

كارلوس تيفيز – وست هام

من كورينثيانز إلى المحكمة.. القصة الكاملة لأزمة تيفيز ووست هام

ورغم أن وست هام تلقى غرامة مالية قياسية بلغت 5.5 مليون جنيه إسترليني، إلا أن الغضب لم يهدأ، خاصة من نادي شيفيلد يونايتد، الذي رأى أن بقاء وست هام في الدوري وهبوطه هو لم يكن نتيجة عادلة، بل نتاج مباشرة لتألق تيفيز الذي شارك بطريقة غير قانونية.

فقد تألق المهاجم الأرجنتيني في الجولات الأخيرة من الموسم، مسجلًا 7 أهداف في آخر 10 مباريات، من بينها هدف الفوز الشهير على مانشستر يونايتد في الجولة الأخيرة، والذي أبقى “الهامرز” في الدوري وأطاح بشيفيلد إلى الدرجة الأدنى.

انتهى موسم 2006-2007 بهبوط شيفيلد يونايتد، بعد خسارته أمام ويجان أتلتيك بهدف دون رد، بينما نجح وست هام في الهروب من المصير ذاته بفضل نقاط حاسمة حصدها تيفيز، اللاعب الذي لم يكن ينبغي أن يشارك من الأساس.

Carlos Tevez completes the Great Escape

Manchester United in 2007 pic.twitter.com/USlrXFb2Wo

— West Ham United (@WestHam) May 10, 2025

تبع ذلك عامان من الصراع القانوني المحتدم، طالب خلالها نادي شيفيلد يونايتد بتعويضات مالية وصلت إلى 45 مليون جنيه إسترليني، مدّعيًا أن الهبوط تسبب له بخسائر مالية ورياضية جسيمة.

وفي عام 2009، توصل الناديان إلى تسوية خارج أروقة المحاكم، حصل بموجبها شيفيلد يونايتد على نحو 20 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ أقل بكثير من الذي طلبه النادي في البداية، لكنه وصفه بـ”التسوية المرضية”.

واختتم الطرفان تلك الأزمة ببيان مشترك جاء فيه: “لقد حان الوقت لوضع حد نهائي لهذه القصة، من أجل جميع الأطراف المعنية”.

هكذا طويت صفحة من أكثر فصول البريميرليج تعقيدًا، لكنها لا تزال تُروى كدرس قاسٍ في كيف يمكن أن تقلب “ثغرة قانونية” مصير نادٍ بأكمله.

close