قد لا تكون الإحصائيات وحدها كافية لتفسير تأثير نجم ليفربول، محمد صلاح داخل الملعب، لكن عندما يتحدث خصومه، من مدافعين وحراس مرمى ومدربين، عن تجربتهم في مواجهته، تتضح الصورة أكثر.
محمد صلاح لا يكتفي بالتسجيل أو التمريرات الحاسمة، بل يفرض وجوده بشكل يجعل مواجهته مرهقة على المستويين البدني والنفسي لخصومه.
المصري لاعب لا يمكن التنبؤ بتحركاته، والذي يظهر في اللحظة غير المتوقعة من الزاوية التي لا يتوقعها أحد.
وفي موسم جديد حافل، لم يكتفِ محمد صلاح بالحفاظ على مكانته في القمة، بل زاد من تألقه بعد فوزه بجائزة “ذا أثلتيك” لأفضل لاعب رجال لعام 2024، عقب تصدّره قائمة هدافي ليفربول في الدوري ومشاركته في جميع مباريات الموسم، ليؤكد أن بريقه لم يخفت رغم اقترابه من عامه الثالث والثلاثين.
وبينما يواصل رحلته مع ليفربول بعقدٍ يمتد حتى عام 2027، استعرضت صحيفة “ذا أثلتيك” آراء عدد من اللاعبين والمدربين الذين واجهوا صلاح أو لعبوا إلى جانبه، لتسليط الضوء على ما يجعل منه أحد أعظم المهاجمين في جيله.
طالع ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي بعد نهاية الجولة 37
اللمسة الأخيرة
عندما يمتلك محمد صلاح الكرة بالقرب من منطقة الجزاء، يبدأ الخطر الحقيقي، فقد سجّل 30 هدفًا خلال أول 38 مباراة من الموسم، بما في ذلك مباريات حاسمة كهدفه في اليوم الافتتاحي أمام إيبسويتش، وثنائيته أمام ساوثهامبتون في ختام الموسم، بالإضافة إلى أهدافه في صراع القمة أمام آرسنال.
وحتى في أسوأ حالاته، لا يتوقف صلاح عن التسجيل، ففي ديربي الميرسيسايد أمام إيفرتون، لمس الكرة داخل منطقة الجزاء مرة واحدة فقط، لكنها كانت كافية لهز الشباك.
ديفيد مويس، مدرب وست هام، مازح الصحفيين قائلًا: “ربما الحل الوحيد لإيقاف صلاح هو بناء جدار أمامه!”.
أما كالفين باسي، مدافع فولهام، فقال: “إنه أحد أفضل اللاعبين في العالم، وللتعامل معه تحتاج إلى أن تكون في قمة تركيزك، يجب أن تراقبه طوال الوقت وتحاول إخراجه من حالته”.
وقد كان فولهام من الفرق القليلة التي لم تتلقَ أهدافًا من صلاح هذا الموسم، إلى جانب كريستال بالاس ونوتينهام فورست.
اقرأ أيضًا | كاراجر: محمد صلاح مهووس بالأرقام القياسية.. وسيحطم المزيد منها
محمد ناجي جدو، زميل صلاح السابق في منتخب مصر، استعاد بداياته، قائلًا: “عندما كان في المقاولون، كان يسجّل هدفين من كل خمس فرص، لم أكن أتوقع أن يتحول إلى هذا الهداف المرعب”.
أما الحارس اللاتفي أندريس فانينز، الذي واجه صلاح ست مرات في الدوري السويسري، فقال: “كنت أرجو دائمًا قبل المباريات ألا يشارك، طريقته في التسديد غير متوقعة، وكان يطلق الكرات من زوايا مستحيلة، شعرت بالخوف في كل مرة اقترب فيها من مرماي”.
وقال كيبا أريزابالاجا، حارس تشيلسي المُعار إلى بورنموث: “تعرف من هو، لكن كل شيء يحدث بسرعة كبيرة، تحتاج إلى ردة فعل خارقة وإلا ستجد الكرة في الشباك”.
أنطونيو روديجر، زميله السابق في روما، ومدافع ريال مدريد الحالي أشار إلى تطوره الكبير: “في إيطاليا كان يميل إلى المراوغة أكثر، أما الآن فأصبح أكثر نضجًا، يذهب مباشرة نحو المرمى، يسدد أو يصنع، ويُنهي الهجمة دائمًا”.
صلاح لم يكتفِ بالموهبة فقط، بل عمل على تطوير نفسه، إذ اعتاد التدريب في حديقة منزله على التسديد والإنهاء، كما استخدم تمارين التنفس للمحافظة على هدوئه أمام المرمى.
النتيجة؟ 185 هدفًا في الدوري الإنجليزي حتى الآن، ويبدو أنه يضع نُصب عينيه الوصول إلى رقم هاري كين (213 هدفًا) قبل نهاية عقده الحالي مع ليفربول.
واختصر ليام كوبر، مدافع ليدز، هذه الفكرة، قائلًا: “اللاعبون الكبار لا يحتاجون سوى فرصة واحدة فقط… وصلاح من هذا النوع”.
اقرأ أيضًا | روي كين يعلق على احتفال محمد صلاح بـ “السيلفي” ويؤكد: ليفربول أصبح فقيرًا
التمركز
واحدة من أهم مزايا صلاح تكمن في تحركاته المستمرة وقدرته على إيجاد المساحة في الأماكن الأخطر.
ميلوس كيركيز، مدافع بورنموث، الذي يُعد أحد أهداف ليفربول الصيفية، قال: “إنه أفضل لاعب في العالم حاليًا، تشعر دائمًا أنه يظهر فجأة في أخطر مكان في الملعب”.
وفي مباراتي ليفربول وفولهام، سدّد صلاح سبع مرات وغيّر مركزه بين الجناح والعمق، مما أربك منظومة الدفاع بشكل كامل.