الإيجار القديم .. في تطور قانوني جديد يهم قطاعًا واسعًا من الملاك والمستأجرين في مصر، أصدرت محكمة الاستئناف حكمًا نهائيًا مهمًا يكشف عن موقف القضاء من محاولات بعض الورثة استغلال الامتداد القانوني لعقود الإيجار القديم بعد وفاة المستأجر الأصلي، دون توافر الشروط القانونية اللازمة لذلك الامتداد. هذا الحكم الصادر في الاستئناف رقم 4174 لسنة 28 قضائية، يمثل رسالة قوية من القضاء تجاه تحقيق التوازن بين حقوق الملاك وضمان عدم إساءة استخدام قانون الإيجارات القديمة.
قصة القضية: محاولة غير قانونية لامتداد عقد الإيجار
تعود وقائع القضية إلى نزاع نشأ بعد وفاة مستأجر أصلي وزوجته، حين حاولت الابنة العودة إلى الشقة محل النزاع والمطالبة بامتداد عقد الإيجار لصالحها، استنادًا إلى نص المادة 29 من القانون رقم 49 لسنة 1977. غير أن المحكمة تصدت لهذه المحاولة، وقضت نهائيًا بعدم أحقيتها في الامتداد، مؤيدة موقف المالك بطردها من العين المؤجرة وإخلائها.
المبادئ القضائية التي أرساها الحكم وتؤثر على آلاف الحالات المشابهة
أوضحت المحكمة في حيثياتها أربعة مبادئ قضائية في غاية الأهمية تنظم مسألة الامتداد القانوني لعقود الإيجار القديم، وترسم بوضوح العلاقة القانونية بين المالك والمستأجر ومن يخلفه بعد الوفاة:
عدم انتهاء حق الاستئناف طالما لم يتم الإعلان بشكل قانوني سليم
بيّنت المحكمة أن باب الطعن بالاستئناف يظل مفتوحًا لأي طرف صدر ضده الحكم طالما لم يُعلن به إعلانًا قانونيًا صحيحًا. وهو ما يعني أن الخصومة لا تُحسم إلا بعد استكمال الشكل القانوني للإجراءات.
لا يجوز الطعن بعدم صفة المالك الجديد حال إعلان المستأجر بحوالة الحق
شددت المحكمة على أنه إذا قام المالك الجديد بإخطار المستأجر بحوالة الحق من المالك السابق، فلا يحق للمستأجر الطعن بعدم أحقيته في الملكية.