رحلة النزوج تعني الابتعاد عن كل ما كان معتاداً ومعروفاً، ودخول عالم الطوارئ المجهول، فكم من الطقوس مارسناها بموعدها، لم نعد نستطع ذلك، وأجبرتنا الظروف على طقوس جديدة.
نتحدث اليوم عن جرح عميق من جروح النزوح، هو التعليم الذي تأثر كثيراً بالعدوان؛ لأن المؤسسات التعليمية التي تحتضن الطلبة، ولا يكاد يخلو بيتٍ من تلميذٍ أو طالبٍ أو عاملٍ فيها، خضعت أيضا لتغيرات جذرية.
قبل العدوان، مارس المعلمون والطلبة حياتهم التعليمية باستقرار، لكن منذ العدوان تحولت المدراس والجامعات ورياض الأطفال لمراكز إيواء للنازحين الناجين من جحيم الحقد الإسرائيلي، وهذا يعني عدم انتظام العملية التعليمية.
بقي هذا الوضع لفترةٍ بسيطةٍ ظناً منا أن العدوان لن يطول، لكن بعدها بدأت الجهات المعنية بإنشاء مراكز تعليمية في مخيمات النزوح خاصة للأطفال في المرحلة الابتدائية الذين دخلوا المدرسة حديثاً لاسيما أن العدوان بدأ بعد شهر تقريباً من بداية الموسم الدراسي.