الزارع في أرض التعليم “4 لا”

السيد هوانغ كووك لونغ (قميص أسود) – مدير مدرسة نجوين تات ثانه الثانوية (منطقة جو فاب، مدينة هوشي منه). شهد عام 2015 فصلاً جديدًا في الرحلة المهنية الشغوفة للسيد هوانغ كووك لونغ (58 عامًا)، عندما تم تعيينه رسميًا مديرًا لمدرسة نجوين تات ثانه الثانوية – وهي وحدة تابعة لنظام التعليم بجامعة نجوين تات ثانه. وبتوليه منصب رئيس المدرسة الشابة، لم يختر السيد لونج التصريحات النمطية المعتادة في يوم التنصيب. “مدرسة ناشئة مع الثورة الصناعية الرابعة ـ ليست الثورة الصناعية الرابعة، ولكن بدون مدرسين، ولا طلاب، ولا تمويل، ولا مرافق”، كما قال.

من بلوزة بيضاء إلى بدلة أنيقة

قبل أن ينخرط بشكل عميق في مجال التعليم، كان السيد هوانغ كووك لونغ طبيبًا متفانيًا، وتخرج من كلية الطب في عام 1987. في ذلك الوقت، شهدت مدينة هوشي منه صعودًا قويًا لصناعة الخياطة فيستون. وقد ساعدته براعته الخاصة في إدراك الفرص المخفية ليس في المساحة الهادئة للعيادة، بل المخفية في كل إبرة وخيط دقيق. قد يبدو قرار التوسع في مجال جديد تمامًا بمثابة خطوة جريئة، لكن الشغف والرغبة في الغزو هما ما دفعاه إلى اتخاذ هذه الخطوة. أثبتت ماركة السترات “هوانج لونج” مكانتها بسرعة، وأصبحت مشهورة من الجنوب إلى الشمال، وأصبحت رمزًا للأناقة والجودة. في عام 2000، انضم السيد هوانغ كووك لونغ رسميًا إلى مسيرة التعليم المهني بطريقة منهجية ومتعمقة. لا يعد محل خياطة السيد لونج مكانًا شهيرًا للعملاء فحسب، بل يعد أيضًا “مدرسة” مهنية مرموقة حيث يأتي العديد من الطلاب لتعلم أسرار المهنة. كان هناك وقت حيث كانت رسوم الدراسة للخياطة في متجر هوانغ لونغ تصل إلى 3 تايل من الذهب في ذلك الوقت – وهو ليس مبلغًا صغيرًا، فقط لأولئك الذين كانوا متحمسين حقًا وكان لديهم وسائل مالية كافية. إن النجاح في صناعة الأزياء لا يجلب للسيد لونج الاستقرار الاقتصادي فحسب، بل يدربه أيضًا على مهارات الإدارة والدقة والشعور العالي بالمسؤولية. ومع ذلك، يبدو أن نار المشاركة والرغبة في نقل المعرفة لا تزال مشتعلة في أعماق القلب. “عندما تلقيت دعوات للتدريس في مراكز التدريب المهني، أدركت فجأة أن مهمة الوقوف على المنصة، ونقل خبراتي ومعرفتي المتراكمة إلى الجيل القادم، هي التي حركت قلبي حقًا بصدق وعمق”، كما شارك السيد لونج. ولتعزيز هذا الشغف وتنميته، قرر السيد لونج العودة إلى الفصول الدراسية للدراسة للحصول على درجة البكالوريوس في علم أصول التدريس بالهندسة الصناعية في جامعة التعليم في مدينة ثو دوك. لقد ساعده تزويد نفسه بالمعرفة التربوية المنهجية والمتعمقة في التأهل ليصبح محاضرًا رسميًا، مما وضع الأساس المتين للمسيرة التعليمية التي اختارها.

رحلة زرع البذور في أرض “4 لا”

منذ عام 2000، انخرط السيد لونج رسميًا في التعليم المهني بطريقة منهجية ومتعمقة. بفضل خبرته العملية المتراكمة في عملية بناء وتطوير العلامات التجارية للأزياء، إلى جانب الأساس التربوي المتين، أثبت بسرعة قدرته وحماسه في مجال التدريب المهني. ربما كانت نقطة التحول الأكبر في مسيرته التعليمية في عام 2015، عندما تلقى قرارًا بتولي إدارة مدرسة نجوين تات ثانه الثانوية. في تلك الفترة واجهت المدرسة صعوبات كثيرة، حتى أن المعلم قال بقلق: “لا معلمين، لا طلاب، لا تمويل، لا مرافق”. السيد هوانج كووك لونج (يسار) في حفل توقيع مذكرة تفاهم لاتفاقية التعاون مع مركز التدريب المهني التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر – جامعة تشينلا (كمبوديا). بداية من الصفر تقريبًا، “حديقة فارغة” حقيقية تنتظر “الزارع” بشجاعة وشغف. وعلى الرغم من التحديات المتزايدة، بدأ السيد لونج رحلته لإعادة بناء كل شيء من الصفر. بفضل إيمانه القوي بإمكانيات التعليم المهني وتصميمه على توفير أفضل فرص التعلم للطلاب، نجح تدريجياً في بناء فريق من المديرين والمعلمين المخلصين والقادرين. وبالإضافة إلى ذلك، يركز السيد لونج بشكل خاص على الاستثمار في المرافق وتطويرها – من الفصول الدراسية البسيطة الأولية إلى ورش العمل التدريبية الحديثة، القادرة على تلبية متطلبات التدريب العملي لكل مهنة. ومن أهم العوامل في استراتيجية تطويره بناء برنامج تدريبي قريب من احتياجات سوق العمل، مع التركيز على التطبيق والعملية وتحسين قابلية توظيف الطلاب بعد التخرج. السيد لونج (بالقميص الأزرق) مع زملائه وطلاب مدرسة نجوين تات ثانه الثانوية. كانت الصناعات الأولى التي اختارها السيد لونج لتنفيذها كلها مجالات ذات طلب كبير على الموارد البشرية والعملية، مثل: تكنولوجيا الخياطة (مواصلة تجربته المهنية)، العناية بالجمال، تكنولوجيا هندسة السيارات، التبريد، تكنولوجيا المعلومات التطبيقية… وأضاف السيد لونج قائلاً: “هذا الاختيار لا يساعد المدرسة على جذب الطلاب فحسب، بل يضمن أيضًا حصولهم على مستقبل وظيفي مستقر بعد التخرج”. لقد أثمرت رحلة “زرع البذور” في أرض “الأربعة لا” تدريجياً، حيث تحولت مدرسة نجوين تات ثانه الثانوية التي بدت بلا مستقبل إلى عنوان مرموق للتدريب المهني، مما ساعد الآلاف من الطلاب على تحقيق أحلامهم.

التعليم المهني لا يقتصر على تدريس وظيفة.

يعتقد السيد لونج دائمًا أن التعليم المهني لا يقتصر فقط على نقل المهارات والمعرفة المهنية حتى يتمكن الطلاب من كسب لقمة العيش، بل هو أيضًا رحلة إلهام، وإيقاظ الإمكانات الخفية في كل طالب. ومن ثم مساعدة الأطفال على تحديد أهداف حياتهم والحصول على الدافع للتفوق في الحياة. بالنسبة لي، فإن الإرشاد المهني لا يقتصر على تقديم المهن فحسب، بل يشمل أيضًا الاستماع إلى رغبات واهتمامات وقدرات كل طالب وفهمها، وبالتالي مساعدتهم في اختيار المسار الذي يناسبهم بشكل أفضل. معظم الطلاب الدارسين في المدرسة هم أبناء عائلات عاملة عادية، تعاني من ظروف تعليمية وأسرية صعبة. لذلك، يُعدّ تقديم الإرشاد المهني المتخصص، وغرس شغف المهنة في نفوسهم، والأهم من ذلك، إلهامهم للحياة وتوجيههم نحو أهداف مستقبلية واضحة، عاملاً أساسياً في العملية التعليمية برمتها في المدرسة. بالإضافة إلى التدريس، فإن إلهام الحياة والعمل الإيجابي يشكل أيضًا محورًا خاصًا للسيد لونج. ومن خلال قصص المثابرة والنجاح في المهنة، آمل أن ألهم الطلاب الثقة بالنفس، والإرادة للنهوض والرغبة في تغيير حياتهم بأيديهم وعقولهم. المعلم الجيد قادر على نقل المهارات المهنية ببراعة. لكن المعلم العظيم هو من يجيد إلهام الطلاب وإثارة فضولهم وحثهم على استكشاف القيم الكامنة في أنفسهم. ومن ثم، يساعدهم على النمو ليس فقط في المعرفة، بل وفي الشخصية أيضًا، وصولًا إلى تحقيق النجاح الحقيقي في الحياة، كما أكد السيد لونغ. مع حوالي 100 طالب مسجل فقط في السنة الأولى، تطورت كلية نجوين تات ثانه الآن إلى 21 تخصصًا، مع أكثر من 1500 طالب يدرسون كل عام. وعلى وجه الخصوص، أصبحت صناعة التجميل والنمذجة نقطة مضيئة في جذب عدد كبير من الطلاب، وذلك بفضل فرص العمل مباشرة بعد التخرج والرواتب الأولية الجذابة، والتي تتراوح من 7 إلى 10 ملايين دونج شهريًا. المصدر: https://giaoducthoidai.vn/nguoi-soeo-hat-tren-manh-dat-giao-duc-4-khong-post732412.html

close