قانون الإيجار القديم يشهد تغييرات كبيرة بتوجيهات السيسي لصالح السكن وقيمة الإيجارات ماذا قال مدبولي؟

الإيجار القديم .. تحدث الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده اليوم، عن آخر المستجدات المتعلقة بمشروع تعديل قانون الإيجار القديم، وذلك في ظل حالة من الترقب الشعبي والنقاش البرلماني الدائر بشأن مستقبل هذا القانون الذي يمس حياة ملايين المصريين.
 

 

ملف الإيجار القديم بين الواقع والتغيير بعد 60 عامًا من الجمود

أكد الدكتور مدبولي أن ما قدمته الحكومة حتى الآن هو مجرد “مسودة أولى” لقانون الإيجار القديم، مشددًا على أن التعامل مع هذا الملف يتطلب قدرًا كبيرًا من الحذر والدراسة المتعمقة، نظرًا لتاريخه الطويل الممتد لأكثر من ستة عقود، وما ترتب عليه من تراكمات قانونية وتشريعية متشابكة، حيث صدر العديد من القوانين المنظمة له على مدار السنوات الماضية.

وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تدرك تمامًا مدى حساسية وتعقيد هذا الملف، ولذلك تم إعداد هذه المسودة الأولية وإحالتها إلى مجلس النواب لمناقشتها بشكل موسع، مؤكدًا أن الحكومة تتعامل مع هذا الملف من منطلق الحياد الكامل، دون انحياز لطرف على حساب الآخر، وأنها منفتحة على جميع المقترحات والنقاشات التي تدور سواء تحت قبة البرلمان أو في وسائل الإعلام وبين المواطنين.
 

رؤية القيادة السياسية لضمان العدالة الاجتماعية والبعد الإنساني في التعديلات

وأشار مدبولي إلى أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة كانت واضحة وصريحة فيما يتعلق بملف الإيجار القديم، حيث شدد الرئيس على ضرورة تحقيق التوازن في الحقوق، خاصة في حالة وجود تضارب بين مصالح الفئات المختلفة من الشعب، موضحًا أن الرئيس طالب بأهمية مراعاة الأبعاد الاجتماعية والإنسانية في إعداد التشريعات الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالفئات محدودة ومتوسطة الدخل.

وأضاف رئيس الوزراء أن من أبرز النقاط التي ركزت عليها التوجيهات الرئاسية، هي تعديل المدة الزمنية الانتقالية، لتكون أطول في حالة الوحدات السكنية مقارنة بالأنشطة التجارية، فضلًا عن ضرورة تحديد القيمة الإيجارية وفقًا لطبيعة المناطق الجغرافية، بحيث تكون أقل في القرى والمناطق الشعبية، بما يراعي الظروف الاقتصادية لسكان تلك المناطق.

وأوضح أن الحكومة بصدد وضع معايير واضحة داخل اللائحة التنفيذية للقانون الجديد، بحيث تكون القيمة الإيجارية للشقق السكنية مرتبطة بمستوى المعيشة في كل حي أو منطقة، لضمان عدم تحميل المواطنين أعباء مالية لا تتناسب مع أوضاعهم.
 

مستقبل برنامج الطروحات الحكومية وخطة إدارة أصول هيئة الأوقاف

وفي جانب آخر من المؤتمر الصحفي، تناول الدكتور مصطفى مدبولي أيضًا مستجدات برنامج الطروحات الحكومية، مؤكدًا أن الدولة تواصل العمل وفق استراتيجية واضحة لتعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني من خلال توسيع دائرة الشركات المطروحة للاكتتاب.

وأشار إلى أنه عقد اجتماعًا مع وزير الاستثمار لمتابعة هذا الملف، وتحديد آليات الطرح خلال السنوات الثلاث المقبلة، مؤكدًا أن الحكومة حريصة على إدارة هذا الملف بشفافية كاملة، من خلال الاعتماد على بنوك الاستثمار المتخصصة، وإجراء الدراسات المالية بشكل احترافي قبل أي إعلان رسمي، مؤكدًا أن الإعلان المبكر عن تفاصيل الطروحات قد يؤثر سلبًا على قيم الأصول، ولذلك يتم اتباع سياسة الحذر في التوقيت.
 

تطوير شامل لإدارة أصول الأوقاف وتحقيق أقصى استفادة منها

أما بخصوص ملف إدارة أصول هيئة الأوقاف، فأكد مدبولي أن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، يواصل العمل على تفعيل خطة شاملة لإدارة الأصول الوقفية بشكل أكثر كفاءة، مشيرًا إلى أن هذا الملف كان محور اجتماع مهم بين رئيس الوزراء ووزير الأوقاف ورئيس هيئة الأوقاف مؤخرًا.

وأوضح أن الدولة تسعى إلى إعادة إحياء ثقافة الوقف، وتأكيد دور الأوقاف في دعم المجالات الاجتماعية والخدمية التي أنشئت من أجلها، موضحًا أن العوائد الحالية للهيئة تبلغ نحو 3 مليارات جنيه سنويًا، وهو رقم يمكن مضاعفته من خلال الإدارة المثلى للأصول المتاحة، بما يضمن توجيه الموارد لمستحقيها في المجالات التعليمية والصحية والخيرية.
 

الدولة ماضية في الإصلاحات مع مراعاة البعد الاجتماعي

وفي ختام تصريحاته، أكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة لن تتراجع عن الإصلاحات الضرورية، ولكنها في الوقت ذاته تضع البعد الاجتماعي كعنصر أساسي في أي قرار تشريعي أو اقتصادي، مشددًا على أن هدف الدولة هو تحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان الاستقرار للمواطنين، وتحسين جودة الحياة، في ظل رؤية شاملة للإصلاح المتوازن والعادل.
 

close