فى إطار الأنشطة الفنية التى ينظمها قطاع صندوق التنمية الثقافية بالتعاون مع إذاعة البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية، أقام بيت الغناء العربي ” بقصر الأمير بشتاك ” بشارع المعز أمسية جديدة من أمسيات ” صالون مقامات ” فى ذكرى الموسيقار محمود الشريف احتفالية بعنوان ” لحن الوطن ووجدان الشعب ” وقدم الفنان أحمد صبرى وفرقته الموسيقية فقرة غنائية ، والموسيقار محمود الشريف، ” العبقري الموهوب ” كما وصفه الفنان محمد عبد الوهاب، كان شديد الثراء فى أعماله الفنية التى تنوعت بين الرومانسية الحالمة والشعبية الخفيفة والوطنية أيضًا ، تميزت جمله
الموسيقية بالعذوبة والسلاسة ، على قدر ما كانت متطورة على مستوى التأليف الموسيقى، يعد واحداً من أهم الموسيقيين المصريين ، الذين أثروا الحياة الموسيقية فى مصر من خلال نحو ٨٠٠ لحن قدمها طيلة مشواره ٠
وقال الشاعر الكبير السيد حسن نائب رئيس اتحاد الكتاب إن الموسيقار محمود الشريف لم يكن مجرد ملحن فقد كان حالة فنية متفردة، مزيجًا من الإلهام الفطري والعمق الشرقي الأصيل ، مضيفا “كنت عندما أراه يلحن كأن النغم ينساب من داخله لا من آلته ، عبقريته كانت في قدرته على ترجمة الكلمة
إلى إحساس حتى يلامس قلب المستمع دون استئذان ، وما يميز روحه الفنية أنه كان شديد الإخلاص للحن ، لا يزاحم الكلمة بل يحتضنها، ولا يفتعل التأثير بل يخلقه صدقًا ، وكذلك بقية ألحانه لأنها ولدت من الصدق ، ومن الشجن ، ومن الحب الحقيقي للفن ، كان إنسانًا بسيطًا متواضعًا لكن داخله بحر من الموسيقي ، ولهذا فإن ألحانه لا تزال تعيش لأنها كانت حية منذ لحظة ميلادها ٠
وتابع قائلا ” الموسيقار محمود الشريف كان على علاقة طيبة بعدد كبير من كبار الملحنين فى جيله ، ورغم أنه كان واحدًا من القمم ، إلا أنه كان يحمل تقديرًا بالغًا لكل من أسهم فى نهضة الموسيقى العربية، تعامل بشكل مباشر مع أسماء كبيرة مثل محمد عبد الوهاب ، وكان هناك احترام متبادل بينهما، رغم اختلاف الأسلوب الفني ، كذلك كانت بينه وبين رياض السنباطي علاقة مهنية قائمة على التقدير ، فكلاهما كان يضع اللحن فى خدمة الكلمة ويطعمه بجمال المقام الشرقي الأصيل ، أيضًا كانت هناك صداقة فنية بينه وبين زكريا أحمد خاصة فى بداياته ، واستفاد من روحه الشعبية وإحساسه الشرقي أما بليغ حمدى فقد كان يكن لمحمود الشريف أحترامًا كبيرًا ، وكان يعتبره من الذين مهدوا الطريق أمام جيله” ٠
وقالت ياسمين ماهر عبد القادر مدير برنامج بمركز التوثيق الحضارى بمكتبة الإسكندرية، إن مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لقطاع التواصل الثقافي يعد مؤسسة رائدة فى مجال توثيق التراث المصري بجوانبه المادية واللامادية ، بالإضافة إلى التراث الطبيعي من محميات وحياة برية ، ويهدف المركز إلى توثيق وإدارة ونشر المعرفة
المتعلقة بتراث مصر الحضاري والطبيعي من خلال تنفيذ مشروعات التوثيق الرقمي باستخدام أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات ، بالتعاون مع جهات محلية ودولية متخصصة ، وزيادة الوعي بالتراث المصرى وتعزيز الهوية الوطنية عبر المعارض الرقمية وأنظمة العرض الحديثة، وتقديم التدريب المتخصص لبناء قدرات العاملين فى مجال توثيق التراث والحفاظ عليه ، وإنتاج أفلام وثائقية للعرض فى متحف الحضارة مما يساهم فى توعية الجمهور.
وأوضحت أن هناك توثيق التراث الطبيعى وهو جمع وتسجيل كل ما يتعلق بالعناصر البيئية الفريدة ، أما توثيق الشق المادى فهو يشمل كل ما هو ملموس وله وجود مادى مثل المباني الأثرية ، القطع الفنية ، الأزياء التراثية ، الآلات الموسيقية ، والعمارة التقليدية والشق المعنوي يشمل الممارسات والعادات والتقاليد والفنون الشعبية مثل الحكايات الشفوية ، الأغاني
الرقصات ، المعتقدات الشعبية ، الحرف التقليدية والطقوس المجتمعية ، وبالنسبة لتوثيق المسرح والموسيقى فهو جزء من التراث الثقافي غير المادى ويشمل التوثيق وتدوين الأعمال المسرحية القديمة النصوص ، الأداءات ، أساليب الإخراج ، وكذلك الأشكال الموسيقية التقليدية ، الآلات ، الألحان ، الأغاني ، والهدف حفظ الذاكرة الثقافية وضمان استمرارها لأنها تسلط الضوء على الحضارة المصرية عبر العصور ٠
أدار الحوار الدكتورة إيناس جلال الدين مدير عام الموسيقي والغناء بالإذاعة المصرية.
يذكر أن فكرة صالون مقامات للفنان الراحل عن عالمنا محسن فاروق.
لمتابعة البث المباشر لإذاعة البرنامج العام..اضغط هنا