يترقب المستثمرون حول العالم اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل وسط تساؤلات متزايدة بشأن مسار السياسة النقدية في ظل استمرار مؤشرات النمو وتراجع المخاوف التجارية، بينما تسعى الأسواق لفهم ما إذا كان هناك تحوّل وشيك في اتجاه خفض أسعار الفائدة.ويُعقد الاجتماع على مدار يومين، وسط توقعات شبه جماعية بأن يبقي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، عند نطاق 4.25% إلى 4.5%، وهو المستوى الذي استقر منذ ديسمبر الماضي، عقب خفض طفيف بمقدار ربع نقطة مئوية.ورغم التوقعات بالثبات، يترقب المستثمرون أي تلميحات من البنك المركزي الأمريكي حول إمكانية خفض الفائدة في وقت لاحق من العام، خاصة مع اقتراب مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” من أعلى مستوياته التاريخية، بعد مكاسب أسبوعية متتالية.ضغوط مزدوجة: التضخم والتوظيفوأشار الاحتياطي الفيدرالي في آخر اجتماع له في مايو إلى مخاطر مزدوجة تتمثل في ارتفاع التضخم ومعدلات البطالة، وسط توازنه الدقيق بين هدف استقرار الأسعار والحفاظ على التوظيف الكامل.وقال “درو ماتوس”، كبير استراتيجيي السوق في شركة “ميتلايف” لإدارة الاستثمارات: “ما سيحاول الفيدرالي فعله هو تعزيز ثقة السوق بمرونته دون تقديم وعود صريحة”، مضيفًا: “أي خفض مبكر للفائدة دون مؤشرات واضحة على ضعف الاقتصاد قد يُغذي توقعات التضخم مجددًا”.توقعات محدثة وتوجهات جديدةومن المنتظر أن يصدر الفيدرالي تحديثًا لتوقعاته الاقتصادية والمالية خلال الاجتماع، في أول مراجعة منذ مارس الماضي، والتي ستكون محط أنظار الأسواق لفهم توجهات صانعي السياسة النقدية بشأن النمو، والتضخم، والفائدة.ويأتي هذا وسط حالة من التفاؤل النسبي في الأسواق الأمريكية، بعد إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب في أبريل عن “يوم التحرير التجاري”، الذي ساهم في تهدئة المخاوف بشأن الحواجز التجارية، وأسهم في موجة صعود للأسهم الأمريكية منذ ذلك الحين.