ـ تسجيل أعلى معدلات بطالة بين الإناث بنسبة 24.7% عام 2012
– مستويات التعليم انخفضت بنسبة 14.11% وعام 2016 الإنطلاقة الحقيقية للمرأة
ـ الأرقام تشير إلى قفزة تاريخية بعد 30 يونيو.. النساء استحوذن على 28% من مقاعد البرلمان .. ريادة إقليمية في تمثيل المرأة.
ـ مصر قفزت من المركز 17 إلى الثالث عربيا مع كسر قيود بطالة السيدات بنسبة إنخفاض بلغت 17.99%.
ـ ارتفاع مستوى التعليم لدى الفتيات إلى 5 نقاط مئوية خلال 6 سنوات.
لو كانت المناضلة درية شفيق تطل برأسها من نوافذ السماء أو روحها ترفرف حولنا فى الأجواء، لم تكن لتتخيل أن تصل نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان المصرى إلى نحو 28%، بعدما اقتصر حلمها فى خمسينيات القرن الماضى على التصويت والمشاركة.
فعندما اقتحمت البرلمان فى فبراير 1951 للمطالبة بحق المرأة فى الترشح والانتخاب، لم تكن تدرى أن تلك اللحظة الفارقة ستؤسس لكفاح استمر أكثر من 70 عاما، وستصل ذروته فى العقد الأخير بعد ثورة 30 يونيو.
ورغم أن دستور 1956 منح المرأة المصرية الحق الكامل فى المشاركة السياسية، فإن الوجود النسائى تحت القبة ظل هشا ومحدودا لعقود طويلة، كما هو الحال لوضعها اجتماعيا واقتصاديا، حتى مر بأسوأ لحظاته فى عام 2012 فى ذروة «النكسة السياسية» لحقوق المرأة خلال فترة حكم الإخوان الإرهابية، حتى جاءت لحظة فارقة جديدة فى تاريخ نضال المرأة بثورة 30 يونيو 2013 لنشهد طفرة لافتة فى تمكين المرأة سياسيا وتعليميا، توازيا مع مؤشرات اقتصادية واجتماعية أكثر استقرارا.
طفرة فى التمثيل السياسى من 1.9% إلى 28%
تكشف إحصائيات البنك الدولى حول تمثيل المرأة فى البرلمان المصرى خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة تحولات واضحة ارتبطت بالأوضاع السياسية، وبالتحليل الدقيق للأرقام نجد أن تمثيل المرأة فى البرلمان مر بمراحل أربع حاسمة خلال الـ15 عاما الأخيرة.
ففى عام 2010، شهد ارتفاعا ملحوظا حيث بلغ تمثيل المرأة 12.7%، وهو رقم مرتفع نسبيا مقارنة بالسياق الإقليمى وقتها، إلا أن عام 2012 الذى تولى فيه الإخوان الحكم، اعتبره الخبراء مرحلة الانهيار السياسى للمرأة، حيث شهد برلمان الإخوان انخفاضا حادا، وبلغ تمثيل المرأة فيه 1.9%، والذى كان مؤشرا قويا على تراجع أولوية تمكين المرأة فى ظل حكمهم للبلاد، حيث يمثل هذا الرقم أدنى مستوى فى تمثيل النساء خلال 15 عاما.
إلى أن جاء عام 2016 بعد أن تم إرساء قواعد وأسس الجمهورية الجديدة، حيث قفزت النسبة فى البرلمان إلى 14.93%، وهو تحول كبير مقارنة بعام 2012، ويرجع إلى تعديلات دستورية أو تشريعية ساندت حقوق المرأة، ودعم رسمى لمشاركة المرأة فى العملية السياسية، وتصاعد الخطاب العام حول تمكين المرأة بعد ثورة 30 يونيو.
ثم حدثت الطفرة الثانية فى 2020 بقفزة جديدة إلى 27.41% «تقريبا الضعف مقارنة بعام 2016»، وهذا المستوى المرتفع والمستقر يعد أعلى تمثيل سياسى للمرأة فى تاريخ البرلمان المصرى.
التعليم كلمة السر.. من التراجع إلى الصعود المستمر
لم يكن الحضور البرلمانى مجرد صدفة، بل جاء ليعكس طفرة فى أوضاع المرأة فى مختلف المجالات بدأت بالتعليم الذى ارتفع خلال السنوات العشر الأخيرة، مقابل انخفاض ملحوظ فى مستويات التعليم خلال حكم الإخوان.
وبالبحث عن مؤشرات التعليم بين الإناث فى مصر خلال السنوات الأخيرة ومقارنة فترة حكم الإخوان بما تلاها، وجدنا أن نسب تعليم الإناث لما بعد مرحلة التعليم الثانوى شهدت ارتفاعا متواصلا منذ ثورة يونيو – وفقا لأرقام البنك الدولى – وحتى الآن.
تعليم الإناث انخفض خلال حكم الإخوان وانتعش فى عهد الجمهورية الجديدة
تشير الأرقام إلى انخفاض تعليم الإناث فى الفترة من 2012 إلى 2014 من 15.26% إلى 14.11%، ما يدل على تراجع التعليم فى فترة حكم الإخوان وفترة الاضطرابات التى تبعتها، ثم شهدت الفترة من 2014 إلى 2016 استقرارا وتحسنا طفيفا، حيث ارتفعت النسبة قليلا إلى 14.85%، ما يشير إلى بداية التعافى أو تحسن جزئى فى جهود التعليم.
أما الفترة من 2016 إلى 2022، فشهدت تحسنا مستمرا وملحوظا، وارتفعت النسبة بشكل منتظم على النحو التالى: «16.7% فى 2018، ثم 18.20% فى 2020، وصولا إلى 19.04% فى 2022».
وهذا يعنى أن هناك اتجاها تصاعديا قويا بعد عام 2016، حيث إن نسبة تعليم الإناث ارتفعت بنحو 5 نقاط مئوية خلال 6 سنوات فقط، وهذا يشير إلى تطور واضح فى تعليم الإناث، بفضل سياسات الدولة فى دعم تعليم الفتيات، والمبادرات المجتمعية، وتحسن البنية التحتية والوعى المجتمعى، وهذا التحسن يعكس تقدما فى تمكين المرأة وتعزيز دورها فى المجتمع عبر التعليم.